اعتراف مستشار وكيل وزارة التعليم للشؤون المدرسية في الملتقى الأول للمعلم المنعقد مؤخرا في في جازان . وبشفافية مطلقة يُشكر عليها. وقد تكاد تكون غير مسبوقة من مسؤول تعليمي ..! عن تدني مستوى التحصيل الدراسي في المدارس الحكومية. وهي بداية تصحيح وتغيير للواقع التعليمي. على الرغم ما يتميز به طلابنا من الذكاء والفطنة في الجوانب الفكرية على حد قوله. ويعود السبب في ذلك التدني لانشغال قادة المدارس والمعلمين بإهدار ما يقارب الساعة في مهام غير تعليمية. مع تأكيده على تنفيذ المبادرة الوطنية لتفريغ المعلم لمهمته الأساسية وهي التعليم فقط. وعزل الجانب التعليمي عن الجانب التشغيلي تماما، والسعي الجاد للجودة في التعليم. وهذا يعني أننا سنسير في الاتجاه الصحيح لمستقبل تعليمي طموح.
وحقيقة قد يكون قائد المدرسة أكثر انشعالا من هذا الوقت المعلن، وفي أعمال فنيةلاتمت للتعليم بصلة من حيث متابعة أعمال الكهرباء، والسباكة ، والنظافة ، والمقصف المدرسي، ومتابعة تأمين المستلزمات التعليمية، والصيانة للأجهزة التقنية، وغيرها من الخدمات..!! فنجد قائد المدرسة ومن خلال اليوم الدراسي قد أدى أكثر من مهمة وظيفية بعد تقمصه لأكثر من شخصية.. فتارة بشخصيته الأولى المفترضة كقائد تعليمي، وتارة بشخصية الخبير الفني؛ لإجراء الصيانة اللازمة للمبنى المدرسي ، وتارة بشخصية التاجر المحترف؛ للتفاوض حول العقد المستحق وتحصيل الدفعات لاحقا للمحل الغذائي المدرسي… وغيره حتى ينتهي يومه الدراسي. ومن الجميل أنه مازال يُدرك شخصيته الحقيقية ولم يُصبْ بانفصام ..!!
إن ما أبداه المستشار التعليمي في هذا الملتقى هو حقيقة بمثابة رسم ملامح المستقبل التعليمي في المملكة؛ للنهوض بالتعليم والوصول به إلى مكانه المأمول من الجودة والتميز. ويتبقى على المسؤولين في الإدارات التعليمية المشاركة توضيح الإيجابيات والسلبيات بمنتهى الموضوعية والوضوح. من خلال تنفيذ التجربة التعليمية للمناطق المختارة مبدئيا في الإدارات الست. ويتضح عبر جملة المستشار ” سيكون هناك نوع من تحسين الجودة، وتخفيض التكلفة على مستوى الوزارة، وفتح فرص وظيفية جديدة “عزم الوزارة التوجه المباشر لتطوير التعليم، ويبدو أن هذه الطريقة المستحدثة أقرب للعمل الاحترافي. وبمعنى آخر بدء العد التنازلي لتطبيق مفهوم الخصصة في المدارس الحكومية بعد الحكم النهائي على نجاح التجربة. وهي أقرب للنجاح بمشيئة الله تعالى.