من عجائب هذا الزمان، ظهور الغرائب والعجائب، وكثرة الخروج عن المألوف، والتعدي على الآخرين، في صلفٍ وقلة أدب، تتجاوز الدين والأعراف والعادات والتقاليد وتتجاوز شيم العرب التي توارثوها من قديم الزمان إلى اليوم.
من أراد الشهرة فليتجاوز على الدين والقيم بالقول والفعل، وسيجد منابر فاسدة تتيح له نشر قوله وفعله الغث، فميادين الغثاثة شاعت، لا حواجز فيها ولاضوابط، كثر النباحون، وزاد عدد المستمعين لهم، و في هذا العصر وفي هذه الظروف يجب أن لانستمع لقول الشاعر في بيته المشهور “لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر.. مثقالٌ بدينار ” ولا نقف عند قول زميله “أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة ؟ والكــلب يُخسى لِعَمْري وهو نَّبــاح”.
يحتاج المجتمع تكاتف العلماء والدعاة والمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس للوقوف في وجه هذه التراهات، ومقارعتها بالعلم وتفنيدها حتى لاتلتبس على العامة، التنوير مطلب من كل ذي علم، ولن يكفينا البناء إن لم نقاوم معاول الهدم، فمعاول الهدم الفكري أشد ضررا على المجتمع وأكثر أثرا.
ولابد من مد يد السلطة لتبطش وبقوة وحزم بتلك الحناجر الملوثة بالفساد والانحراف، حجب النباحون لايكفي، بل تغليظ العقوبة مطلب، لكي يرتدع كل لسان هدام.
يظل النباح يتردد من حناجر النباحين في كل زمان ومكان، وفي عصرنا الحاضر بُسطت له القنوات من وسائل إعلام مرئي ومن وسائل تواصل، وسفينة الشبكة العنكبوتية تحمل الجميع لينتشر قولهم الغث قبل قولهم النافع.
تربوي متقاعد