تعد المملكة العربية السعودية من الدول المميزة التي تبذل جهودا كبيرة لخدمة ذوي الإعاقة، ومن هذه الجهود التي تبذلها هي سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تسعى من خلالها لمساواة هذه الفئة مع باقي أطياف المجتمع ومنحهم حقوقهم، وما التشريعات والقوانين المختلفة التي وضعتها المملكة وتوقيعها على الاتفاقية الدولية في الأمم المتحدة عام 2008 التي تنص في بعض بنودها على حقوق التعليم والتدريب والتأهيل والمساواة إلا خير دليل على الرغبة الجادة من قبل قيادتنا الرشيدة لمنح هذه الفئة كامل حقوقها.
ففي تاريخ ٤/٩/١٤٣٣ أصدر مجلس الوزراء برقم ٢٩١ اللائحة التنظيمية لمراكز تأهيل المعوقين (غير الحكومية)، والتي تتيح للمواطنين فتح مراكز الرعاية النهارية تحت إشراف مباشر من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ومنذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة تم فتح مايقارب 185 مركزا موزعة على مستوى مناطق وطننا الغالي؛ حيث تخدم هذه المراكز مايفوق عن سبعة عشر ألف مستفيد تشمل الذكور والإناث والجميع يتلقى برامج تعليمية وتدريبية وتأهيلية مجانية؛ لتكون داعما ومساندا ورافدا للخدمات التي تقدمها الوزارة. إن البعيد عن هذه الفئة لا يعي المعاناة الكبيرة التي أُزيلت عن أسر ذوي الإعاقة. هذه المعاناة تتمثل في اعتقادي بعدة جوانب رئيسية منها ماهي مشاكل نفسية واجتماعية، وكذلك مالية وخدمية، والمُطلع على واقع الأمر يجد أن حكومتنا الرشيدة تبذل كل مافي وسعها لإزالة جميع العقبات والتحديات التي تصاحب هذه الفئة وأسرهم، وما الموافقة على تأسيس الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة مؤخرا إلا خير دليل على ذلك.
فمراكز الرعاية مما لاشك فيه لها دور فاعل وناجح في المساهمة في الحد من التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة وأسرهم من خلال تقديم خدمات مميزة ومتنوعة؛ لشرائح متنوعة، ومنهم على سبيل المثال ذوي الإعاقة الشديدة والمتوسطة كالشلل الرباعي والضمور، وكذلك شديدي ومتوسطي الإعاقة العقلية والتوحد ومتلازمة داون ومتعددي ومزدوجي الإعاقة، وغيرها وتتنوع خدمات المستفيدين حسب حاجتهم الفردية بعد وضع الخطط لهم من قبل فريق العمل بالمراكز وموافقة ولي الأمر عليها، ومن الخدمات التي تتميز بها مراكز الرعاية هو توفير العلاج الطبيعي، والعلاج بالعمل والنطق والتخاطب والعلاج الوظيفي وكذلك برامج تعديل السلوك التي يقوم بها الإخصائي النفسي ولم تكتفِ مراكز الرعاية النهارية بهذه الخدمات فحسب بل تقوم بأدوار كبيرة فلديها برامج في الرعاية الاجتماعية والتأهيلية فتقوم بتدريب الطلاب على مهارات الحياة الأساسية، وتقديم النصح والإرشاد والتوعية للأسر، وكذلك إبراز قدرات ومهارات ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع.
الجدير بالذكر أن ذوي الإعاقة لهم إبداعات كثيرة وإنجازات عديدة، وقد حققوا ما لم يستطع الأشخاص العاديون تحقيقه، وقد مثلوا مملكتنا الحبيبة في العديد من المحافل الدولية.
إن مراكز الرعاية النهارية اليوم ومما لاشك فيه سوف يكون لها دور كبير جدا في هذا الجانب من خلال تنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم المختلفة. فذوي الإعاقة اليوم بالمملكة ليس كالسابق فنجدهم اليوم يشاركون في المناسبات، ويدرسون بالجامعات، ويتقلدون مناصب لكونهم جزءا لايتجزأ من وطننا الغالي، فشكرا لقيادتنا الرشيدة، وشكرا لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية لجهودها الإنسانية.