أصبحنا حقيقة جميعا في المجتمع المكي على عجل في رفع مطالبنا لمعالي الأمين الجديد المهندس محمد القويحص. وكأننا متعطشون لكثير من الرغبات المكية التي حال بعض من الإهمال أو اللامبالاة أو التباطؤ على أقل تقدير في تحقيقها. والظاهر أن صدور المكيين تحمل العديد من الهموم المؤلمة من أجل مدينتهم الطاهرة. والتي يبدو أن الأقلام المخلصة، أو النصائح المباشرة، أو من خلال القروبات المكية ومنها قروب المجلس البلدي والذي يضم مجموعة من النخب المهتمة بالشؤون البلدية المحلية، وغيرها لم تستطع مجتمعة أن تصل الصوت بالشكل المطلوب للمسؤولين في الأمانة وإن وصل الصوت يبدو أن أثره لم يكن بالطريقة المرجوة. أو قد يمكن أن يكون أنه لا حياة لمن تنادي .
ومن الممكن أن يكون سبب حماس المكيين أو استعجالهم ؛ لماسمعوا من سيرة حسنة عن معالي الأمين إبان إدارته لمصلحة المياه بالمنطقة الغربية من الخلق الحسن والتواضع، ولسجله الناصع من حيث النزاهة ومكافحة الفساد، والالتزام العملي المنظم. وقد بدأ بالفعل معالي الأمين عمله في جولة متعددة في مرافق الأمانة، والبلديات الفرعية وهي انطباع مبدئي إلى حين أن تكون الصورة مكتملة في وقت لاحق. وحتى تكون الصورة واضحة تماما سنتوقع ومن باب التفاؤل أن كثير من الإصلاحات القادمة ستعالج المشاريع المتعثرة، واستكمال الخدمات الرديئة، وتوقف التعديات على الأراضي البيضاء في مهدها .والشفافية التامة في ترسية المناقصات وغيرها. ممايستلزم على الجميع الصبر والتأني في هذه المرحلة والتي هي أشبه بالمرحلة الانتقالية خاصة بعد مكافحة الفساد الأخيرة.
إن معالي أمين العاصمة المقدسة الجديد وبلاشك قد وجد أمامه تركة ثقيلة جدا للأسف في كيان حكومي أصيب بترهل واضح في كافة مفاصله الإدارية والفنية المختلفة. ولم يعد يستطع أن يخدم المجتمع المكي بكفاءة عالية ، ويحتاج إلى مجهودات صعبة جدا .. ولكن ليست بالمستحيلة. يستلزم بموجبها قيام جميع الأقسام في الأمانة بتقديم رؤية واضحة لمعالي الأمين أشبه بخارطة عمل منظمة لخطط استراتيجية قصيرة المدى تبدأ بخطة تشغيلية شاملة فاعلة لحل ناجع لكل المشاكل البلدية في الأحياء والميادين والشوارع والحدائق والأسواق. على أن يتحمل رئيس كل قسم نجاح أو فشل الخطة المقترحة. فهل نرى أمانة العاصمة بثوب جديد يليق بخدمة أطهر البقاع مكة المكرمة ؟