في القرن السابع عشر ميلادي نشبت معركة في أوروبا هي من أشد المعارك الفكرية ، حيث اصطدم الدين بنظريات العلم التي أثبت خرافات الكنيسة ، فتشبث أهل العلم بمواقفهم وتطرفوا حتى أنكروا الدين جملة وتفصيلا ، وتطرفت كذلك الكنيسة وأعلنت هرطقة وكفر كل من لم يكن معها .
وفي هذه المرحلة تحديدا، وجد أعداء الأديان “الداروينية” الفرصة لشق طريقهم ونشر “الإلحاد” بطريقة بشعة للقضاء على ما بقي من دين وأخلاق ، وبدأت مرحلة “استحمار” البشر لتهيئتهم إلى أصلهم الحيواني كما يعتقدون .
وكيف لا وقد استقر في نفوس تلك الشعوب أن الدين كان السبب الرئيسي في حالة الفقر، والتخلف، والظلم ، ولهذا نفروا منه وثاروا عليه دون تردد !
ولك أن تتخيل .. كيف أن كل التعاليم عن الدين والأخلاق كانت ملقاة على عاتق الكنيسة ! فماذا نتوقع بعد أن رمت تلك الشعوب كل تلك التعاليم خلف ظهورها !
أضف إلى ذلك أن الشعوب الأوربية في تلك الفترة لا تعرف من الأديان إلا المسيحية التي اهتزت أمام العلم ، وضعفت أمام شعوبهم، وتصدعت أركانها، وبالتالي كانت البيئة ملائمة لتفريخ “الإلحاد” الذي لا يعترف بالأديان ولا الأخلاق ولا الإنسانية بل مرحلة جديدة من الحيوانية والإباحية تحت خديعة كبرى تسمى “الحرية” يفعل ما يريد وينغمس في كل جديد.
الملحدون لايعترفون بالأخلاق التي مصدرها من الله والوحي الرباني ، ويرون أنه أمر مفتعل ولا علاقة لفطرة الإنسان بها ، فهي مفروضة عليه من الخارج وحمل ثقيل على الإنسان بدلاً من أن تكون نافعة له .
فالصدق، والكرم، والعفاف، والحشمة ، والعدل والمروءة .. إلى غير ذلك من الأخلاق .. لا يحكمون عليها إن كانت خير أم شر ،لأنها في نظرهم ذات معايير متقلبة تتغير من زمن إلى زمن ولا تثبت على حال، (ولا ينبغي لها الثبات) .. وهنا مكن الخطر ..!
. وبما أنهم ينكرون وجود الله ، وينكرون الأديان ، تكون النتيجة عدم استطاعتهم على التعرف على الأخلاق الفاضلة خارج إطار الدين ، فماذا عسى أن يتعرفوا على ذلك إلا في إطار المنفعة المادية ؟!
يقول ” راسل” أحد الملاحدة :” إن الغالبية الساحقة من المعتقدات في المجتمعات البدائية خرافية بحته”
وفي مناظرة شهيرة بين المسلم حمزة تزورتزس مع الملحد “لورنس كرواس” موجودة في موقع اليوتيوب ، حين سأله عن سبب كون زنا المحارم خطأ ؟ فقال : ( لا يظهر لي أنه خطأ ) وكانت إجابته صادمة للحاضرين في تلك القاعة رغم فساد عقيدتهم إلا أن فطرتهم الإنسانية تأبى ذلك !
وهذه النظرة الدنيئة حاضرة كذلك عند “راسل” حيث قال : “لنفرض أن قنبلة ذرية قضت على سكان الكرة الأرضية ولم يبقى سوى شقيق وشقيقته فهل يجب عليهما أن يدعا الجنس البشري ينقرض”!!
وتظهر اشكاليات أخرى فضيعة عند الملاحدة لا يتصورها العقل المسلم ، فهذا ريتشارد دوكنز زعيم الإلحاد حاليا حيث سئل ذات مرة عن رأيه في قضايا الاعتداء الجنسي، فكان جوابه : “إن ضرر الطفل من الاعتداء الجنسي أقل ضررا حين يتربى على الدين ”
( ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار)
إن موجة الإلحاد التي تسود أوروبا قد خلفت من الفساد في الحياة البشرية لا مثيل له من قبل، يتصارعون على متاع الجسد والشهوات وفي النهاية يفقد الانسان إنسانيته ويعود كالحيوان (أولئك كالأنعام بل هم أضل )
ولا يشك عاقل أن الغريزة الجنسية أوجدها الله في الحيوان للدفاع عن نفسها تتصارع لأجل البقاء على الأرض ، وميز الله ذلك عن الإنسان بالعقل ليبقى بالعلم .. فهو لا يصرف غريزته إلا بطريقة مرسومة من عند الله للحافظ على خليفته في الأرض حتى لا يفنى ، غير أن الملاحدة [الطبيعيون] يلغون جانب العقل هنا، وفضلوا حياة البهائم وأن يعودوا إلى اصلهم كالقردة كما يعتقدون، وتحول الإنسان إلى إنسان مدجن تحركه أصابع الإلحاد دون أن يشعر ، ويبقى السؤال معلقاً لماذا يسمون أنفسهم بالعقلانيين ؟!
عندما يطلق احد اسم ما على نفسه فهذا شانه فكل يرى نفسه عظيما وملك ولكن المشكله عندما يعزز هذا اللقب من قبل الاخرين رغم رفض افكارهم .. مع ملاحظة ان الفلاسفة مدارس و تختلف في توجهاتها حتى وان اتفقت فان الاتفاق في مجالات محدده لذا سميت بالمدارس الفلسفيه .. ونحن لا نستطيع أخذ كل شي او رفض كل شيء منها ففي كل منها نقاط قد وأقول قد تقبل .. تحياتي للكاتب على طرحه