د. جرمان الشهري

أمانات المدن والشباب

في بعض أطراف المدن وعلى جنبات الشوارع الفسيحة، يضطر بعض الشباب السعودي العاطل عن العمل والراغب في تأمين لقمة العيش له ولأسرته بالحلال، يضطر إلى تحميل سيارته الصغيرة بقليل من كراتين الفاكهة والخضراوات، ومن ثم يقضي وقته طوال اليوم بجوار سيارته منتظرا الزبائن من المارة على الشارع، والذين قد يشترون وقد لا يشترون، وإذا اشترى بعضهم فقد يبخسه حقه، ومع ذلك لا يتردد هؤلاء الشباب عن البيع كي يحققون أهدافهم ويستردون رؤوس أموالهم على الأقل، مضحين بجهودهم وتعبهم .. وهؤلاء الشباب نجدهم راضين كل الرضا بهذا الحال حتى لو باعوا بخسارة .. ولكن المشكلة التي تؤرقهم وتحزن كل من يراها، هي مداهمة مواقعهم ومطاردتهم من قبل موظفي الأمانات، ومصادرة بضاعتهم، والأنكى والأمر عندما تصادر البضاعة وترمى في حاويات الزبالة بالرغم من صلاحيتها وجودتها .. هل هذا الإجراء يتفق مع حفظ النعمة وإكرامها ؟ وهل هذا يتفق أيضًا مع توجه الدولة -حفظها الله- في دعم الشباب السعودي وحثهم على ممارسة العمل وكسب لقمة العيش بعرق الجبين ؟ إذا كانت الأمانات ترى في ذلك مخالفة لأنظمة البيع وممارسة النشاط التجاري، فلتوفر لهؤلاء الشباب النشط مواقع صغيرة منظمة على شكل ( كوشكات ) بدلاً من مطاردتهم ومصادرة بضاعتهم وجهدهم ومضايقتهم في أرزاقهم !!
ومن هنا، ومن هذا المنبر الإعلامي أناشد المسؤولين في الأمانات والبلديات، بضرورة الالتفات إلى هذا الموضوع، وإعادة النظر فيما يتعلق بهؤلاء الشباب وضرورة تنظيم آلية نظامية معينة تمكنهم من ممارسة هذا العمل الجاد، بعيدًا عن رهبة المداهمة والمطاردة ومصادرة البضائع التي إذا نظرنا لها بمعايير التجارة، فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، ومع ذلك هم صابرون وجادون، فقط دعوهم يعملون.

Related Articles

3 Comments

  1. موضوع مهم جدا جدا جزاك الله خيرا يا أبا وليد ..
    والله إنهم يغيضونني عندما أراهم يداهمون أمثال هذا المسكين الذي يتعب ويشقى ليجد قوت يومه . وربما وراه عائلة فقيرة تنتظره ليعود بقوت يومهم من هذا العمل الشريف آخر النهار . ولكن يجد من يضايقه ويمنعه . وكأنهم يريدونه أن ينضم لفئة الشباب المتسولين . وليتهم يأخذوا درسا مستفادا من الشاب التونسي الكادح عندما داهمته البلدية وقلبوا عربيته فانقلبت تونس ..

  2. التستر احرم هؤلاء الشباب فرص العمل في محلات مناسبة و حرمهم تطوير أعمالهم و البحث عن الرزق.. جنسيتان احتكرتا محلات بيع الخضار و الفواكه و تحكمت في سعره و الشباب لهم الارصفة و ظهر الونيت..لك الشكر ابا وليد

  3. الأخوان الكريمان ، محمد وأبو نادر .. سعدت بتواجدكما وتعليقكما .. الشباب السعودي الجاد بحاجة إلى منح فرص عمل متنوعة ، وهذا توجه الدولة حفظها الله ، والخير قادم بإذن الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button