(لا .. لإسقاط الولاية .. نعم لبقائها مع تيسير المصالح و نصر من ظُلِمت من بعض أصحاب الولاية )
روت “فاطمة بنت عبدالله” الشهيرة بوهج الكلمِ و سيل الحرف و القلم …
خرجتُ عصرا إلى شاطيء البحرْ.. ركبتُ الرياحَ كبساط السحرْ ..
مشيتُ أغازلُ الموجَ حينا .. و غازلَ الموجُ مني حنينا..
ارتقى النورسُ الربابَ عجاجاً .. تتبعهُ الأحداقُ مني ابتهاجا.. فسيجَ صدري من الآهاتِ شجنْ .. و صار سجني بآهتي مفتتنْ ..
لمَحْتُ ثلةً من فتياتٍ عَجَبا .. تطير شُعورُهن في النسائمِ عببا ..
و خُمُرهن سلختها الأكابر .. مجرمو الحريةِ الأباطرْ ..
سألتُ بعد التحية و السلامات .. لماذا تكشفن الصدورَ و الحرمات !؟ ..
ردت إحداهن تنظر لي شزراً ..
” أنا حرة” اتركينا فوراً ..
بسمةٌ مني سبقت كلامي .. و مهدتْ ليبقى المقامَ مقامي ..
أي بنية ..أنى لك بتعريف الحرية هكذا .. و هل إسقاط الولاية هي الحلُ اذاً ..
صدقيني ليست الحريةُ خلعَ الحياءِ و الخِلال .. و لا الولاية هي الحاجز ضد حفظ الكرامة و الاستقلالْ..
بل نريد حريةً لا تجرحُ شرعاً .. و ولايةً لاتمنع في إفادتنا أمرا ولا تعطل لنا مسعى ..
نريد أباً ..
نريد أخاً ..
نحتاجُ ظهراً..
شرط أن يكون مسانداً لا يعسر لنا يسرا .. إن طغى أو غاب أو مات أو طلقني دهرا..
نريدُ ولايةً كما حددها الشارعْ.. حمايةً .. رعايةً ..مودةً.. بالحكمة و الحوارِ تُقارِع..
لا .. لإسقاط الولاية .. كلا ..
فقط أريدُ عيشاً كريماً و سهلا ..
مع الدين كونوا لا تقفن ضدهْ .. فليست المدنية أن تتركن وعدهْ ..
نريد قوامةً كما كان الرجل الهمام..
يحفظ العهد في صدر
الإسلام ..
أي بنية .. رسول الله كان أكثرهم رفقا.. و القوارير قد أمر بهم رفقا ..
هيا إلى التميز فكراً و علما ..
و الحرية قدراً التزاماً ..و رُحما..
ليس الطليقُ من فلتَ من كلِ عقال.. بل الحرُ من راعى القيمَ و احترم المقال ..
خذي بنيتي من الدنيا بهجة واهدئي روعا.. قبل غياب الأبِ و الأم معا ..
و احفظي الحد بينك و بين غيركِ .. فحريتُكِ تنتهي حيث تبدأ ما خُصَت لغيرِك ..
نَظَرَتْ إلي انبهارا و اعجابا.. فتنها طرحُ الأمرِ و أسرْتُها اسهابا .. شدت على أناملي و رددت بحبور .. هل لي بصداقتك ؟ قلت : نعم بكل سرور ..
مشينا معاً و خاطري جذلٌ سعيدْ.. أقنعتُها و روضتُ خاطرها العنيدْ ..
و عدتُ للموجِ عشقاً واشتياقا .. وجدتَه ابتلع اللهيب .. غابت الشمس و لم أرَ حسنَ المغيب ..
هدّأتُ رَوْعي .. لا تثريب ..
أراه غداً.. إن شاء المجيب ..
و غداً لناظرِه قريب ..