قد تنتصر مصر على إسرائيل فى حرب شاملة وقد يحدث العكس، ولكن المنتصر والمهزوم لن تبقى له مقومات الدولة وقد تنهار بنيته الأساسية، ويفقد القدرة على الدفاع عن نفسه ضد طرف ثالث…..قد تستطيع أمريكا محو كوريا الشمالية من الوجود، ولكنها ستخرج بخسائر مفجعة تجعلها غير قادرة على مقاومة غزو روسى لأراضيها واجتياحها كليًا….أمرٌ بالغ التعقيد ….تلك هى حسابات القوى التى تحكم الصراعات العسكرية فى العالم ….رقعة شطرنج ثلاثية اللاعبين، وليست ثنائية اللاعبين. فى لعبة الشطرنج الثنائية يكون القرار أقل تعقيدا وحسابات المكسب والخسارة أسهل كثيرًا. فعندما تخسر قطعة البيدق فى سبيل إفقاد خصمك قطعة الوزير فأنت الرابح فى هذه الجولة بالتأكيد، ولكن عند وجود طرف ثالث على رقعة الشطرنج كامل القوة ولا ينقصه بيدق أو وزير فخطوتك تحتاج لتفكير أعمق ويسيطر التردد على الموقف…كل لاعب يسعى لإفقاد الآخرين قواهم دون أن يفقد شيئا من قواه…فالقرارات تكون أكثر تعقيدا، ومن هنا نشأت صراعات الجيل الرابع بين الدول وفيها يسعى كل طرف لإسقاط الآخرين أو إضعافهم من الداخل عن طريق إشعال شرارة الفتن الطائفية أو العرقية أو بث الشائعات المحبطة والمثيرة للبلبلة والشك أو نشر تعاطى المخدرات عن طريق أشخاص أشرار فاسدين يبحثون عن الثراء السريع فينفصل أفراد المجتمع عن الواقع أو بنشر الانحلال الأخلاقى حتى لا يكون هناك رادعٌ من دينٍ أو ضمير يمنع أفراد المجتمع من الإضرار بالآخرين أو الإضرار بالوطن أو بإسقاط كل قدوة بتزوير التاريخ وتلفيق الفضائح لشخصيات عامة أثرت إيجابيا فى مقدرات الوطن فيفقد الفرد إيمانه بالقدوة، ويرى الكل فاسدا، فيفقد هويته ويبحث عنها فى شخصيات وتقاليد مجتمعات أخرى …هكذا يدار العالم الآن…..وللأسف كان وما زال مسرح العمليات لهذه الألعاب القذرة هو العالم العربى .. انتبهوا لما يُحاك لنا يا عــرب.
0