انتشر قبل فترة قريبة مقطع في مواقع “التقاطع الاجتماعي” انتشار النار في الهشيم؛ فأصبح حديث المجالس، ومسامر الركبان، ودارت حوله أسئلة كثيرة كلها تصب في قالب واحد؛ “كيف السبيل إلى وصالك دلني”؟!!
فالهدف المنشود بطلة القصة في ذلك المقطع، والسبيل إلى ذلك الهدف هو مقدم البرنامج فبدأ الأغلبية الساحقة من الحالمين التنقيب عن سبل الوصول لهذا المذيع؛فأصبحوا يبحثون عن طرف خيط يوصلهم لشخص يعرفه مع أنه “علم في رأسه نار”ولكن يبدو أن الطمع طمس بصيرة الكثيرين فطفقوا يبحثون عن أصدقائه، ومن ظهروا معه في برامجه لعلهم يوصلونهم إليه ففي كثير من المجالس نُسأل عن الدكتور عبدالعزيز الزير، وطالبنا الكثير برقم هاتفه..هذا ونحن أصدقاؤه عانينا فكيف به هو ؟!! أعانه الله.
أما بطلة القصة فأظن أن معاناتها من الاتصالات ستفوق معاناتها الحقيقية التي اتصلت لتشرحها بمئات المرات لو سُرِّب رقم هاتفها، ولا أظنه سيسرب لأن الله لطيف بعباده ..
فيكفيها معاناتها التي اتصلت من أجلها؛ فقد اتصلت لتسرد قصتها فأصبحت هي القصة..!! فبيت القصيد، ومربط الفرس في صلب معاناتها التي نسيها الناس وتعلقوا بمالها..!!
والمأساة الحقيقية عندي في لغة الخطاب حين تحدثت عن والدها الذي عضلها من أجل عَرَض الدنيا الفانية..اتقوا الله في بناتكم.
فمن سمع صوتها وهي تتحدث عن ظلم والدها..!! وكيف أنه ظلمها وعضلها من أجل المال ..!! يدرك مدى الألم الحقيقي الذي تسبب به هذا الوالد..!!
ومن يبحر مع كلماتها، وهي تصف ذلك الأب بتلك الأوصاف التي لايمكن أن تخرج من بنت تجاه والدها يدرك مقدار المأساة التي عاشتها في كنفه..!!
فعندما يتحول صمام الأمان الأول إلى مصدرٍ للخوف..!! وأيقونة العدل إلى عنوانٍ للجور والظلم..!! وينبوع العطف والحنان إلى سيلٍ من الصلافة والقسوة..!! هنا تكمن المأساة.
وعندما يتحول السند والعون والملجأ الأول بعد الله سبحانه وتعالى إلى قاصمٍ للظهر..!! هنا تكمن المأساة.
وعندما تتصل تلك المرأة لتروي معاناتها فتبدأ بمعاناة جديدة..!! وعندما تحكي قصتها فتصبح هي القصة..!! هنا تكمن المأساة.
وعندما يتناسى الناس مأساتها..!! ليكونوا لها المأساة..!! هنا تكون كل المآسي.
وحين يظلمها أقرب الناس يذكرنا بقول الشاعر العربي طرفة بن العبد:
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً … عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
فهل يعقل أن يكون في مجتمعنا العربي المسلم مثل هذه “العينات” من الآباء..؟!!!
وهل يعقل أن يتحول المجتمع إلى هذا الحد من المادية المقيتة..؟!! وهل يعقل أن يصبح أقصى طموح بنت مسلمة في بلد الإسلام الأول أن تمارس أبسط حقوقها بأن تصبح أما يطربها صوت طفل يناديها: ماما..؟!!
هل ستجد حصة ذلك الزوج وفق تلك الشروط التي وضعتها؟!! هل ستجد من يتقدم لها ولا يكون فكره منصرفًا لمالها؟!! وإن وجدت هذا فهل من الممكن أن يكون شابًا لم يتزوج؟!! أم هل من الممكن أن توافق زوجه الأولى إن كان متزوجا دون أن يكون هدفهما مالها..؟!! هنا يكمن المستحيل..!!
السؤال الأهم .. كم من حصة في منازلنا؟!! وكم من قصة تفوق قصتها تعيش بيننا..؟!! اتقوا الله أيها الآباء..اتقوا الله أيها الأثرياء ولاتجعلوا أبناءكم ينتظرون لحظة خروج أرواحكم..!! أو يدعون عليكم بعد خروجها..!! واتقوا الظلم؛ فإنه ظلمات يوم القيامة، وتذكروا قول الحبيب المصطفى ﷺ : { اتَّقُوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِمائَهم، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم}.
ومضة ..
أوردنا القصة لتكون لنا عبرة وعظة .. مع تحفظنا الشديد على لغة بطلتها تجاه والدها.
3
حسبنا الله ونعم الوكيل
كل ما تركنا سنة نبينا حلت علينا المتاعب والمشاق
فالدين الحنيف وضع لنا أسس تعامل الاسرة كاملة
لكن هيهات هيهات
أصبحت المادة همنا والدنيا مرادنا
نسأل الله العافية لنا ولكم
مبدع ابو عبدالعزيز
مراقب للاحداث
تنتقي منها المناسب
تقدمه بطريقة ممتعة
هدانا الله لكل خير
سلمت يا اباعبدالعزيز الله لايبلانا