في حديثه الذي أدلى به لقناة CBS التلفزيونية الأمريكية ، أدلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله- ، بكلمات ارتبطت بمواقف عملية لا لفظية معتمدة على الاجابات الدبلوماسية للمسؤولين ، وكانت رسالته الأولى التي لم يلاحظها البعض اصرار سموه على الحديث باللغة العربية رغم اتقانه للغة الانجليزية ، وهذا يعني توجيه دعوة صادقة للشباب للاعتزاز بلغتنا العربية والفخر بها .
أما المواقف التي سجلها سموه في حديثه فكانت مرتبطة بأعمال جنى ثمارها المواطنون ، ولعل أولاها خطوة سموه لمحاربة الفساد ، اذا أوضح سموه أن المبالغ المالية التي حصلتها الدولة كتسوية بلغت ” أكثر من 100 مليار دولار نتيجة تسوية مكافحة الفساد ” ، وهو مبلغ وان كان ضخم ، فان ثمرته الحقيقية هي الرسالة التي وجهها سموه ويقول مضمونها لا مكان للفاسدين بيننا ، وسنضرب بيد من حديد على كل فاسد يسيء استخدام السلطة .
ولم يخلو حديث سموه من التطرق لجماعة الاخوان المسلمين الذين عانى منهم العالمين العربي والاسلامي عقودا ، ولم يسعى للتهرب من الاشارة الى تواجدهم بمدارس فأوضح ” أن المدارس في المملكة تم غزوها من قبل عناصر الإخوان المسلمين مشدداً على أنه سيتم القضاء على عناصر هذه الجماعة في فترة قصيرة ” ، وهذه اشارة أخرى الى استمرارية عملية القضاء على هذه الجماعة التي شكلت مستنقعا للإرهاب .
ولم يخلو حديث سمو ولي العهد من الاشارة للمرأة كعنصر فاعل بالمجتمع ، فأكد على الاصرار لمنحها كافة حقوقها ، مبينا أن ” المملكة قطعت شوطاً لمنح المرأة حقوقها ولم يبق الكثير مضيفاً بأنها تعمل حاليا على قانون مساواة راتب المرأة بالرجل ” ، والمساوة في الراتب قضية قديمة لم تطرح من قبل للنقاش أو الدراسة ، وخطوة كهذه ستعمل على منح المرأة السعودية المزيد من الفرص لتواصل دورها في خدمة المجتمع .
وحديث سمو ولي العهد يبعث برسالة اطمئنان لأبناء الشعب خاصة الشاب منهم مفادها أن المملكة العربية السعودية تعيش خلال هذه الفترة مرحلة النهوض لمسابقة الزمن ، وعلى الجميع أن يشارك في هذه المرحلة لتكون المملكة العربية السعودية قوة عالمية منافسة ليس اقتصاديا أو سياسيا بل اجتماعيا وثقافيا ورياضيا .
وفق الله سموه في خطواته.
0