نظم المجلس البلدي مؤخرا ورشة عمل بعنوان “دور ومسؤوليات أعضاء المجالس البلدية”، وقد أثمرت الورشة عن تصحيح كثير من المفاهيم عن مهام وصلاحيات المجلس البلدي. فمهنية المدرب العالية التي نقل لنا من خلالها خبرته في مجال العمل البلدي كان لها أثر فعال على المشاركين والمشاركات الذين حضروا الورشة.
فالمجلس البلدي ليس قضية شائكة كما يظن البعض، بل هو مجلس له سلطة رقابية وتقريرية على أعمال أمانة العاصمة المقدسة، وكل منهما مكمل للآخر.
وكم هو الأمر مر إذا انعدم التكامل بين عمل الجهات الخدمية وانخفض مستوى الخدمات المقدمة عن مستوى طموح المواطن المتضرر فيقل مستوى ثقة المواطن في أداء المجلس البلدي.
إن دخول المرأة في مجال العمل البلدي وتمكينها يعتبر تجربة ناجحة أثمرت وأينعت من خلال تعيين الأستاذة الدكتورة نزهة الجابري والدكتورة عبير برهمين اللتان عملتا بجد وعزم لتصحيح نظرة المجتمع لدور المرأة وأهمية تواجدها في مجال العمل البلدي، حيث اجتهدت العضوتان في توعية المجتمع بضرورة تفعيل دور المرأة في خدمة الحي الذي تقطن فيه والمدينة التي تعيش فيها، فسعين إلى تنظيم اجتماعات دورية وشهرية للنساء للتعرف على احتياجاتهن وتطلعاتهن وسعين بجد واجتهاد لتقديم ما لم يستطع تقديمه الرجال للمرأة خلال السنوات السابقة. إن تفعيل دور المرأة في مجال العمل البلدي أصبح ضرورة ماسة في الوقت الحالي وهذا ما أشار له بعض المشاركين في الورشة، حيث أوصوا بضرورة زيادة نسبة تمثيل المرأه في المجلس البلدي إلى ٣٠ % ، لكبر عدد سكان مكة والمرأة بلا شك هي نصف المجتمع واحتياجات السيدات أكبر من أن تمثلها امرأتان على الرغم من اجتهاد العضوتين لاحتواء الجميع بقلبهما الكبير.
لقد كانت هناك أخطاء فادحة في انتخابات الدورة السابقة، وشاركت المرأة أمام نظيرها الرجل الذي يسبقها في المجال بدون تجربة فلم تستطع أن تنافس الرجل وتكن له ندا فلم يكتب للتجربة النجاح، على الرغم من شجاعة السيدات المبادرات، إلا أن تجربتهن كان ينقصها الكثير من الوعي بأدوات التمكين التي تؤهلهن للترشح والفوز في الانتخابات.
وتسعى عضوات المجلس المعينتان للدورة الحالية الأستاذة الدكتورة نزهة والدكتورة عبير لتمكين المرأة المكية بتبني خطة واضحة المعالم تبدأ بنشر الوعي لسد الثغرة وتعبيد الطريق للمرشحات اللاتي لم يستطعن عبوره سابقا. والأمل كبير في الدورة القادمة بمشاركة فاعلة للمرأة وتمكين أقوى في العمل البلدي كثمرة للقاءات التي سعت العضوتان لتفعيلها مع كافة الإدارات النسوية في العديد من قطاعات المجتمع. للتوعية ونقل التجربة ولحث الكفاءات النسائية الراغبة في الترشح للدورة القادمة للاستعداد والتخطيط للانتخابات مبكرا من خلال تكثيف النشاطات الخدمية والاجتماعية في نطاق الدائرة الانتخابية.