اختصرت الإنسانة الفاضلة والأم القديرة الوالدة عائشة بنت حمدان الوقداني كل كلمات الإصرار، وكل معاني التحدي، وكل صعوبات الإعاقة الحسية. وأغنت الكثير من المفكرين والمهتمين والمختصين في تنمية الإنسان؛ عن ضرب الأمثلة الواقعية في كيفية تجاوز الإنسان المحن، والتغلب على العقبات، وعدم اليأس والاستسلام لظروف الحياة القاهرة. وفعلا طبقت مقولة..” لا يأس مع الحياة ” بكل ما احتوت عليه هذه الجملة . واختصر ابنها صلاح بدموعه العغوية كل الأحاسيس الصادقة وإخوته تجاه والدتهم العظيمة. فأم مثلها وعلى ماقدر المولى عز وجل عليها من فقد أهم النعم.. نعمة البصر في مراحل مبكرة جدا من حياتها ، إضافة إلى فقدها بنت في عمر الزهور كان من الممكن أن تكون لها معينة بعد الله في ظروفها القاسية.. لم تكن تُثنيها من التوكل على الله ومواجهة هذه الظروف الاستثنائية.
ففي حفل أقيم الخميس قبل الماضي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برعاية أمير منطقة مكة المكرمة كرمت القديرة عائشة بنت حمدان الوقداني بدرع التميز، وجائزة مالية؛ لفوزها بالمركز الأول على مستوى المملكة في مسابقة جائزة “راعية الأسرة”في نسختها الأولى. بعد أن حققت بكل جدارة معايير الجائزة من حيث تحديها لفقد نعمة البصر، مع تميزها الشخصي بحسن البصيرة، وتحملها شدة ظروف الحياة، وتقديمها العديد من النماذج المضيئة من أبنائها وبناتها لخدمة الوطن الغالي وتقديم شهيد للدين وحماية للوطن. يقول عن جميل الأحاسيس في تلك اللحظات الخالدة ابنها العمدة صلاح الرويس بعد أن دعى الله تعالى لها بأن يحفظها ويديم الصحة والعافية ” الكتابة عن الوالدة..والمشاعر حول هذا الموضوع صعب البوح بها؛ فدموعي ساعة تتويجها أصدق وأغلى من أية كتابة…”
إن على المؤسسات الحكومية والأهلية ذات العلاقة في مكة المكرمة وعلى حد سواء المبادرة في إقامة التكريم اللائق لسيدة فاضلة من سيدات المجتمع المكي قدمت كل ماوهبها الله من حب العطاء ، والإيثار،والتضحية، وبذلت أقصى الجهود الممكنة؛ لإيجاد كل سبل الراحة والسعادة لمن حولها من أسرتها الصغيرة. على من الرغم من وضعها الخاص.. فهي جديرة أن تُكرم، جديرة بأن تُقدر .. جديرة بأن تُشكر ..فهذه المكية الفاضلة أصبحت أنموذج يقتدى به. ولعلنا نرى قريبا كافة المؤسسات المدنيةفي مكة تقوم بواجبها ومن خلال مسؤولياتها الاجتماعية.. وفي مقدمتها جامعة أم القرى ؛ بإقامة تكريم يليق بهذه السيدة القديرة..والشكر والثناء موصول لجميع الأمهات الفاضلات في هذا الوطن.
فعلا لايأس مع الحياة…..
وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم…
الله يوفقها ويعوضها بالجنة .