منذُ تدشين قافلة ملتقى مكه الثقافي في مايو 2017م، وهو يحمل رسالة واضحة وأهداف مرسومة تسعى إلى التكامل التنموي بالمنطقة؛ لتقديم برامج ثقافيَّة وفعاليات معرفيَّة متميِّزة تسهم في بناء الإنسان وتنمية قدراته. مغلفة بشعار سنوي ليكون هوية وروحا للفعاليات والمبادرات. وقد بدأت القافلة بشعار (كيف نكون قدوة؟) وذلك لبناء نموذج القدوة المميَّزة في المجتمع وتعزيز مفهومها. ولأهمية القدوة في حياة أجيالنا الحالية والمستقبلية فقد منح نفس الشعار للعام الثاني من الملتقى. وحقيقة إن هذا الشعار مميز وعميق (كيف نكون قدوة؟) فهو سؤال يحمل الإجابة وهو شعار يصعب تغييره مالم تتحقق القدوة. ولتحقيق الشعار (كيف نكون قدوة؟) لا بد من بذل الجهد من خلال عدد من المبادرات والأنشطة التي تجسد رسالة الملتقى. وباستعراض بسيط لإنجازات الملتقى نجد أنه حقق رسالته ولا زال يسعى لتحقيقها. فخلال هذا العام تم تنفيذ ما يقارب 1200 مبادرة التي تجسد رسالة الملتقى، وهي مبادرات خصصت لها جوائز بهدف دعم وتحفيز المبادرات والبرامج النوعية بمنطقة مكة المكرمة وتحفيز الجهات والأفراد لتقديم مبادرات نوعية لتحسين وتطوير القدرات. وشملت هذه الجوائز 6 مجالات: المجال الثقافي، والمجال الإداري والاقتصادي، والمجال الصحي البيئي، والمجال التقني والعلمي، والمجال الأمني، المجال الاجتماعي والإنساني. ومن هنا بدأت الرحلة حيث تم إطلاق، قافلة ملتقى مكة الثقافي بجدة وتشمل مسيرة مكونة من المشاة والمركبات والدراجات التي تعرض المبادرات ورسائل الملتقى بأسلوب إبداعي بمشاركة جماهيرية وإعلامية. وكذلك إطلاق مبادرة ماراثون وزني مثالي بتنظيم المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، والتي تهدف إلى نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع السعودي. وإطلاق ثلاث مبادرات نوعية يشارك فيها 30.000 متدرب ومتدربة حملت عناوين (مهارتي قدوة، وتقني وأفتخر، وبأخلاقي أرتقي)، وهذه المبادرات هدفها تعزيز القيم النبيلة وتسهم في إعلاء دور الوطن وتنمية روح الولاء والانتماء. كما تم إطلاق 3 مبادرات تشمل مبادرة المحافظة على نظافة المرافق العامة، ومبادرة إزالة التشوهات البصرية تهدف إلى تحقيق المشاركة المجتمعية في برامج النظافة والإصحاح البيئي ونشر الوعي بين كافة أطياف المجتمع، حول مفهوم القدوة الحسنة. وكذلك مبادرة “السلامة أسلوب حياة” من المبادرات الأمنية ضمن فعاليات الدفاع المدني وتهدف إلى رفع وتوسيع دائرة ثقافة الوعي الوقائي, ونشر مفاهيم السلامة العامة في المجتمع. بالإضافة إلى مشاركة الملتقى ضمن معرض جدة الدولي للكتاب وكذلك إطلاق مبادرة “الحديقة الثقافية”، والتي تهدف إلى تعزيز المهارات الحرفية والتقنية لدى الشباب والشابات. كما شاركت جامعة الملك عبد العزيز في تحقيق شعار الملتقى (كيف نكون قدورة؟) من خلال مبادرة قدوة 360 (صناعة الإنسان) تهدف إلى بناء قيادات مستقبلية ذات هوية متزنة متوافقة ومتكاملة ومتناسقة وظائفها الشخصية والمجتمعية. ولا يمكن أن ننسى ورشة العمل التي حملت عنوان ”المنبر الإعلامي لملتقى مكة الثقافي” بمشاركة ممثلي الإعلام وهدفها توحيد الرؤية الإعلامية لأنشطة الملتقى لتسهم في وصول رسالته الإعلامية بجودة وإبداع، وناقشت الورشة العديد من المحاور التي تبرز مهارات صناعة المحتوى الإعلامي الإبداعي مع استعراض نماذج ناجحة وتطبيقات عملية تطور المحتوى الإعلامي، وتسهم في خلق جودة اتصالية عالية بين الجهات المشاركة في أعمال الملتقى والمنصات الإعلامية المختلفة، والتي بدورها تحقق أهداف الملتقى السامية. بهذا الاستعراض البسيط لبعض مبادرات العام الحالي نستطيع أن نجزم أن شعار الملتقى (كيف نكون قدورة؟) قد أصبح ماركة مسجلة للملتقى. حُقق من خلال مشاركة مجتمعية بين جميع أطراف المجتمع من قيادة وجهات حكومية وخاصة وأفراد يسعون ليكونوا قدوة لأجيالنا الحالية والقادمة كما يصنعون منهم قدوة لبناء مجتمع صلب في بنيته ومبهر في إنجازاته. والملتقى بشعاره (كيف نكون قدوة؟) يسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافه ورسالته التي رُسمت بشكل جيد. وإن كنا نرى أنه من خلال المبادرات التي نفذت والجهود المبذولة خلالها، أن الأهداف وضعت قبل تكوين وثيقة المجلس ودستوره. نعم وضعت عند التكوين عندما قال سمو أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل: “سنفعل كل ما نستطيع لنؤدي هذه الرسالة العظيمة رسالة الإسلام، ولنبرهن للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان”. وهذا أسمى هدف يتخذ كلبنة نبدأ منها ونبني منظومة مفعمة بالحياة وننطلق خلالها لنُوصل للعالم من الأراضي المقدسة أن ديننا الإسلام وأنه صالح لكل زمان ومكان. ولإكمال المهمة فقط ربط سموه الرسالة والهدف بثقته في فريق عمله وفي المواطن السعودي حين قال: “لا نستكثر من السعوديين الإبداع، فهم أهله، وهم الذين أسسوا هذه الدولة، وهذا الكيان، وهم الذين قدموا للعالم نموذجا أمثلا للحياة في ظل القرآن الكريم والسنة النبوية، وهم الذين قالوا للمستحيل: لا مستحيل”. وبوضع رسالة وهدف سامي يحقق هويتنا العربية والإسلامية وبالثقة تتحقق القدوة. فهكذا نكون قدوة.
مستشار إداري بمكتب البيان للاستشارات الإدارية