انطلقت الميزانية التشغيلية في وزارة التعليم والمخصصة للمدارس الحكومية منذ مايقارب الست سنوات تحت شعار جميل كان عنوانه الرئيس : الميزانية التشغيلية ” ثقة،وأمانة،ومسؤولية ” وإن كان صراحة حتى يتحقق حرفيا هذا الشعار يجب أن تُعطى الثقة فعليا في قادة المدارس بصرف المبالغ المخصصة قبل بدء الدراسة بفترة معقولة..وليس بعدها بشهر أو شهرين فالقادة يدفعون من جيوبهم للبدء الجاد للعام الدراسي كما تطلب منهم إدارات التعليم . وهذا يتنافى تماما مع الشعار المذكور من حيث وجود الثقة . وحقيقة كانت ولازالت الميزانية التشغيلية عامل مهم في زيادة موارد المدارس بل حولت بعضها إلى بيئة جاذبة .. وهذا يعود للتصرف المناسب من القادة في كيفية الاستفادة المتكاملة في تحسين المبنى المدرسي.
وعلى العكس تماما تكاد الميزانية التشغيلية لا تصرف باستمرار في مكاتب التعليم ..!! وهي المسؤولة عن المدارس بل هي شبه معدومة وهذا الأقرب للصحة. وكأنها أصبحت جزء من مهام مدير المكتب ومساعديه بل وجميع منسوبيه.فهناك خُطط وبرامج تدريبية كما هو معروف تنفذها المكاتب للمشرفين، وللقادة، والوكلاء، والمعلمين. غير إقامة المعارض للمواد التعليمية وكل مايستجد من مهام من قبل إداراة التعليم، أو من زيارات متبادلة لوفود من الوزارة ،أولهيئة التدريس من الجامعات، والمؤسسات التربوية ذات العلاقة. ويلتزم بالعادة مديري المكاتب بكل مايرد لهم من ضرورة تنفيذ ماعليهم من مسؤوليات؛ رغبة منهم في المساهمة الفعلية لإنجاح العملية التربوية والتعليميةوالمشاركة المأمولة مع الآخرين للوصول إلى التكامل المنشود .
إن على الإدارة المالية المعنية في وزارة التعليم إعادة النظر في تخصيص ميزانية تشغيلية لمكاتب التعليم . فلا يخفى على الجميع تحمل منسوبي المكاتب على حد سواء وعلى حسابهم الخاص مصاريف نقدية متتالية. فإدارات المكاتب تتحمل معظم المصاريف الإدارية اللازمة من مستلزمات تعليمية، ودروع تذكارية للمدارس. هذا غيرتهيئة القاعات التدريبية المناسبة، إضافة لتحمل جميع المشرفين تكاليف إقامةالدورات والبرامج التدريبية. فهل يعقل أن تتحمل المكاتب هذه المصاريف وغيرها وعلى مدار العام والوزارة تستطيع تحمل كل النفقات التعليمية لمكاتب التعليم.فميزانيتها التي تصرف من الدولة – وفقها الله- تعد من أضخم الميزانيات على مستوى الوزارات عامة. فهل نرى بدءا من العام الدراسي الجديد ميزانيات تشغيلية معتمدة للمكاتب التعليمية ؛ للقيام بأدوارها وفقا لرؤية الوزارة؟