تتألق سماء دبي بالشعاع التنويري لمؤسّسة الفكر العربي وانعقاد مؤتمرها السنوي السادس عشر «فكر»، المعنوّن «تداعيات الفوضى وتحديّات صناعة الاستقرار»، ويُقام والأمة قاعدة، بمنعطف خطير وتعيش بمرحلة مأزومة من تاريخها، من انهزامات، وانكسارات، وصراعات، وثورات، واختلالات.
نتج عنها تطرف وتخلف، وحروب وإرهاب، ووهن وفتن، وطائفية وعصبية، وتخلف ورجعية، وتدمير وتهجير، ووجع وجوع، ووباء وفناء، ورجعية تفجيرية، وتمزق وتفرّق، وتفكير تكفيري، فهو منتج لفكر دواعشي، عصابة متطرفة تمارس القتل والدمار الفوضوي، والآن تقلصت وانهزمت، وأصبحت الأمة على مفترق طرق، فإما أن تكون أولا تكون!
ويضيء نور أمل التغيير من القمم السامقة في تضاريس الفكر والعلم الفئة النخبوية المثقفة من المفكرين المستنيرين و العلماء النبهاء والباحثين المختصين والقادة الخبراء، القابضين على مشعل النور الساطع في وسط العتمة الحالكة، ولإيمان المخلصين من قادتها وفي مقدمتهم بوصلة الفكر العربي، راسم خارطتها الذهنية، مستشار خادم الحرمين الشريفين خالد الفيصل، وما ينشده، ويسعى إليه، من خلال أهداف مؤسسة الفكر، المؤمنة بتنمية الاعتزاز، بثوابت الأمة وقيمها، وهويتها من خلال البرامج الثقافية الملائمة.
وترسيخ الأفكار، والفعاليات، التي تعمل على نبذ دواعي الفرقة، وتحقيق تضامن الأمة، وتوجيه جهودها، لتصبّ في المصلحة العربية العليا، والسعي الحثيث في الدروب الموصلة، لعودة الأمة، إلى السيادة والريادة، وإنقاذها من مرحلة الذل، والعبودية، والهوان.
لذلك تنشد هذه القمة الفكرية، من مفكريها الطرح والتشخيص لقضايا الأمة، بالعمق، والشمولية من مختلف الزوايا والتركيز على الكليات، وترك الخلاف على الجزئيات، ومحاربة عوامل التفرقة، والحث على القيم النبيلة، والأخلاق الجليلة، والجوهر، والمطالبة بالرقي والتطور في العلم والعمل، فهما فرسا الرهان.
المجتمعات العربية تتطلع من أساطين الفكر، الخروج بتوصيات لمعالجة ضعفنا، وتمزقنا واستعادة أمجاد حضارتنا المشرقة، لوجه الإسلام الوسطي، التسامحي، التعايشي وإزالة التشوه عنه، من تطرف وإرهاب، والقضاء على صوره، وأنماطه، وهذا ما ينشده، ويسعى إليه المجتمع العربي. والعمل على حشد كل الطاقات، لعودة الاستقرار، والرقي للمنطقة، وإعادة رسم ملامحها التنموية، والحفاظ على حاضر المنطقة وحضارتها، وتاريخها، وتراثها، وثرواتها، من المشاريع الطامعة في السيطرة على المنطقة من الأطماع الفارسية التي تبث سمومها، باستخدام أقذر، وأعنف الأساليب، من خداع، وتزييف، ونفاق مزدوج، بإذكاء روح الطائفية النتنة، وتشجيع الاتجاهات الانفصالية، باسم حقوق الشعوب في البلاد العربية؛ حيث زرعت في تضاريسها الخراب والدمار وإجهاض أي محاولة لاتحاد عربي وإسلامي، باستخدام الخانعين لها في الوطن العربي؛ لتنفيذ أجندتها الوبائية؛ لتمارس على شعوبها، وتدخلها في شؤون الدول العربية والإسلامية وإنقاذ عواصمها من براثن المكر الفارسي، وانتهاج سياسة الاحترام، لسيادة الدول، والتصميم على السير قدما بإيمان، وقناعة، وندية لتطلعات الأمة واستثمار كل الإمكانات وتجاوز حالات الوهن، وتحصين الأمن القومي، والدفاع المشترك عن مصالحنا ومستقبل أجيالنا والبدء في تنفيذ المشروع العربي الإسلامي النهضوي للأوطان والشعوب.
ومضة:
نحن أمة كتب عليها التحدي، ولا حياة بدونها بالعلم، والعمل، والحوار، والأفكار، تستفيق الأمة من سباتها.