إن القرار الذي تبنته مؤخرًا وزارة التعليم والقاضي بتدريس كتاب “حياة في الإدارة” لمعالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله قرار حكيم – وإن جاء متأخرا- ويهدف بلا شك إلى تنمية مواردنا البشرية وبما يتماشى مع رؤية المملكة ٢٠٣٠. إلا أنه وفِي رأي الشخصي هدف لا يمكن تحقيقه فقط من خلال إقرار تدريسه ضمن المناهج المعتمدة من قبل الوزارة؛ حيث إن النتائج المرجو تحقيقها من هذا القرار تعتمد بالدرجة الأولى على كيفية التطبيق؛ حيث يتطلب الأمر أن يصاغ المنهج على شكل دورات تدريبية للمهارات الإدارية والشخصية المتضمنة في كتاب القصيبي رحمه الله؛ بحيث يتم عند تصميمها ملائمتها للفئات العمرية المختلفة لضمان الوصول لمخرجات تعليمية تمتلك هذه المهارات والقدرات مما يمكننا في المستقبل من تحقيق أحد أهم أهداف رؤية السعودية ٢٠٣٠ في زيادة رأس المال البشري الذي ينظر إليه اقتصاديا كأحد العوامل الهامة في زيادة الإنتاجية في البلد، ومن ثم ارتفاع مستوى الدخل الكلي وتحسن مستوى المعيشة وكلها من الأهداف المتبناة في رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠. ولعلي أكرر هنا ما ذكرته في مقال لي نشر في صحيفة مكة بتاريخ 6/3/2018 تحت عنوان “استنساخ الفيصل” والذي يتمحور حول نفس الأهداف، ويمكنني القول وبشكل عام أنه من الواجب علينا الاستفادة من كل الخبرات التي قدمت – والبعض ما زال يقدم – لهذا البلد الحبيب الكثير من الإنجازات رسمت بحروف من نور عبر الأجيال المتعاقبة، ويجب أن تدرس هذه الخبرات بطريقة صحيحة تحقق لنا جميعًا ما نصبو إليه بطريقة تحولها لموارد دخل لا عناصر تكلفة.
أستاذ الاقتصاد – كلية الأمير سلطان للإدارة بجدة