جميعنا يعرف التخصصات العلاجية المختلفة كالجراحة العامة والطب الباطني مثلاً، ولكن القليل من يعرف ما يسمى بتخصص الطب الوقائي أو طب المجتمع، وهو التخصص الذي يهتم بتقييم ودراسة احتياجات المجتمع الصحية المختلفة، وإدخال الخدمات الصحية الشاملة، وتطوير برامج الرعاية الصحية لتعزيز وحماية الصحة، والوقاية من الأمراض على مستوى المجتمع ككل.
وهو تخصص حفظ الصحة الذي زيّن به ابن سينا مطلع أرجوزته في الطب، والذي يشكل الشق الأول من الطب البشري. كما ذُكر أيضًا في “كُليّات” ابن رشد التي شرح فيها أسس ومبادئ الطب، حيث خصص كتابًا كاملاً لحفظ الصحة لما له من أهمية، وكتاب آخر لعلاج الأمراض.
من المؤسف أن الكثير يجهل أدوار الطب الوقائي رغم أهميته، وعند النظر إلى المشكلة من عدّة جوانب، سنجد أن أطباء الطب الوقائي يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، لعدم تعريفهم بتخصصهم وما يمكن أن يقدموه بالشكل المناسب، رغم أنهم يجب أن يكونوا أقرب من غيرهم للمجتمع.
لذلك أعتقد أنه يقع على عاتقِ الوقائيين أن يبذلوا جهدًا أكبر في تعريف وزيادة وعي المجتمع عن الطب الوقائي وتصحيح المفاهيم الخاطئة الموجودة لدى المهتمين بالتخصص من عامة الناس.
وأنا هنا لا أقصد التقليل من التخصصات العلاجية الأخرى، بل مؤمن بأنها ذات أهمية كبيرة، ويعزز بعضها الآخر، ولكنني أحاول توضيح كيف أن فلسفة ابن رشد الطبية أولت الوقاية والعلاج نفس القدر من الاهتمام.
من ناحية اقتصادية، الطب الوقائي له دور كبير في خفض تكاليف الصحة وتقليل العجز المادي في المجال الصحي، مما جعل المملكة في رؤيتها ٢٠٣٠ تتخذ مبدأ ( الوقاية خيرٌ من العلاج ) منهجًا لها، وهذه تعد فرصة كبيرة لظهور هذا التخصص بالشكل الذي يليق به.
أخيرًا أختم مقالي بما بدأ به ابن سينا أرجوزته :
“الطب : حفظ صحة وبرء مرض” ..
فهل ندرك حقًا معنى، حفظ الصحة ؟!
طبيب مقيم / برنامج الطب الوقائي وطب المجتمع بجدة
اشسشغفني يامدير
شكرا لكاتب هذا المقال، ولعلي أضيف هنا أن تخصص الطب الوقائي يجسد مقولة ” درهم وقاية خير من قنطار علاج” وهذا ما تتوجه له دولتنا الرشيدة-حفظها الله- من خلال إعطاء الصحة العامة مجالاً أوسع في خطط القطاع الصحي.
اتقدم بالشكر الكثير والجزيل الى كل من يعمل ويسعى وضحى بوقته وحياته في مصلحة المجتمع والصحة والوطن وعلى رأسهم انت يا دكتورنا وامثالك من هم في الطب الوقائي وفي جميع التخصصات والمجالات
الطب الوقائي هو المحافظة على الفرد والمجتمع في احسن حالاته قبل وقوع المرض والحوادث وذكر في الاسلام لأهميته
اتمنى لكم التوفيق والنجاح دوماً فلا أمل بلى عمل ..
اشكرك جزيل الشكر على هذا المقال الذي يوضح ما يجهله البعض في هذا التخصص وإلى الأمام عزيزي دكتور أمجد