د. جرمان الشهري

ترامب والجعجعة

تذكرني جعجعة ترامب بضرب النظام السوري بالصواريخ الأمريكية عقابا لما ارتكبه (( الحيوان )) بحق شعبه في دوما من قتل بالغازات السامة .. أقول تذكرني هذه الجعجعة والتهديد والوعيد، بما فعله سلفه السابق سيئ الذكر أوباما؛ حيث هدد أوباما وأرعد وأزبد، بل وحدد ساعة الصفر لضرب النظام السوري، وقبل حلول ساعة الصفر، تراجع وكأن شيئًا لم يكن !!
هذه الأساليب الأمريكية في التعامل مع الأحداث في مناطق الصراع وخصوصا منطقة الشرق الأوسط، لم تعد خافية على أحد، فالمقصد من هذا التهديد الأمريكي الجديد، هو أمر ذو شقين، الأول هو التظاهر بالمظهر الإنساني تجاه الشعوب المضطهدة التي تتعرض للبطش من قبل قادتها، وكأن الأمريكيين يريدون تمرير رسالة ( كاذبة ) بأنهم يتعاطفون ويتألمون لآلام الشعوب المقهورة أكثر من تعاطف القادة المستبدين التي بليت بها تلك الشعوب، أما الشق الثاني، فهو الرغبة في إيهام الشعوب وتضليل الرأي العام بأن أمريكا تعارض روسيا في المشاركة في قتل الشعب السوري، وتلك (تقية) وفرية يكذبها الواقع المشترك بين الدولتين العظميين، فبالأمس يتبنى الأمريكيون قرارًا يدين النظام السوري في مجلس الأمن ويتطلب معاقبته، فتأتي روسيا لترفض ذلك القرار من خلال حق الفيتو، وكأنك يابو زيد ما غزيت !! يعني مسرحية وسيناريو معد مسبقا للاستهلاك الإعلامي وعلى حساب الدماء السورية التي تراق يوميًا على أرض سوريا منذ ست سنوات !!
ما أود أن أختم به، هو أنه لا حرب عالمية قادمة بسبب الوضع السوري، ولا خلاف بين أمريكا وروسيا، ولا صواريخ أمريكية ستطلق على النظام السوري، وإذا خاب توقعي وأطلق ترامب صواريخه المزعومة تجاه سوريا، فهي جزء بسيط أو فصل من فصول المسرحية، حتى تكتمل اللعبة وتقترب من المصداقية، وهي في حقيقتها – إن حدثت – لن تتجاوز إطلاق كم صاروخ في أرض فضاء خالية، بالاتفاق مع روسيا والنظام السوري، وفي أسوأ الحالات سترمى على مواطنين وأهداف مدنية، ثم يتم الاعتذار من قبلهم بحجة الأخطاء العسكرية التي لم تكن تستهدف تلك المواقع.

Related Articles

4 Comments

  1. يا سلام يا سلام ..
    أبدعت يا أبا وليد في هذا المقال وكتبت ما كان يجول بخاطري حول هذه المسرحية والتي يبثها إعلامنا إلينا وبدون فلترة . ولا أزيد على ما أبدعت به من كشف لأكاذيب رؤساء أمريكا المتعاقبين على السلطة عليهم من الله ما يستحقون ..

  2. فعلا نحن نعيش تتداعي عليكمالأمم كما تتداعي الاكله على قصعتها…. حسبي الله ونعم الوكيل.

  3. شكراً لكم جميعاً ، على تعليقاتكم على المقال ..
    عندنا مثل في ديرتنا بالجنوب يقول
    (( نعرف محضرتنا قبل يتربى زبيرها ))
    والحاصل أمريكا معروفة بسياستها سواء حكمها جمهوري أو ديموقراطي ، فالإناء واحد حتى لو اختلفت الكلاب الوالغة فيه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button