المقالات

محمد بن سلمان وتطوير التعليم

ضمن جولة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الأخيرة تحدث سموه الكريم عن أحد أهم أهداف رؤية السعودية ٢٠٣٠ ألا وهو تطوير التعليم في المملكة؛ لتصبح المملكة من أفضل ثلاثين دولة في العالم في هذا المجال. وبنظرة متفحصة لأهداف المملكة العربية السعودية المؤمل تحقيقها من خلال رؤية السعودية ٢٠٣٠ نجد أنها تستند وبشكل كبير على توافر الموارد البشرية المؤهلة – أو ما يعرف برأس المال البشري – ومن أهم مصادرها التعليم. وبالرغم من الأهمية القصوى لتطوير التعليم إلا أن هنالك وبحسب اعتقادي الشخصي، ومن خلال تجربتي القصيرة في التعليم الأكاديمي، فإن من أهم العوائق الرئيسية التي من الواجب معالجتها في أسرع وقت ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
– ضرورة النظر للتعليم كمنظومة متكاملة من مرحلة ما قبل الابتدائي إلى مراحل الدراسات العليا؛ لأن مخرجات كل مرحلة تمثل مدخلات الأخرى.
– ضرورة أن يشمل التطوير كافة عناصر العملية التعليمية بشكل متوازٍ.
وبالنسبة للجامعات بشكل عام فيجب العمل على تحقيق ما يلي:
– الاهتمام الحقيقي بقضية البحث العلمي وتوفير متطلباته الرئيسية مثل الاتفاق مع محركات البحث الأكاديمية العالمية المعروفة، إصدار مجلات علمية متخصصة يشرف عليها مرجعيات علمية دولية متخصصة لزيادة النشر العلمي، وهو أحد العناصر المهمة في تقييم جودة التعليم في الدول.
– إلغاء نظام التعاقد بعد التقاعد فورًا لما له من سلبيات عديدة على المستوى التحصيل العلمي من حيث عدم تجديد المادة العلمية بحسب تطورات العلم في كل مجال، عدم إتاحة الفرصة للخريجين الجدد حاملي الشهادات العليا من جامعات مختلفة من داخل أو من خارج المملكة، التأثير السلبي على أهداف التغيير وأساليبه.
– توحيد معايير القبول على وظائف أعضاء هيئة التدريس بين السعوديين والأجانب؛ لأنه ليس من المنطق أن توضع العقبات أمام السعوديين، ويتم توظيف الأجنبي بأسهل وأسرع الطرق حتى وإن حصل على شهادته من جامعة غير معترف بها لدى الوزارة.
– الاهتمام بتدريس اللغة العربية جنبًا إلى جنب مع اللغة الإنجليزية ليس لأنها لغة القرآن ولا لكونها اللغة المعتمدة في المملكة بحسب النظام الأساسي للحكم فقط، بل لأن التدريس باللغة الأم يساعد وبشكل سريع في نقل المعرفة التقنية وهي أحد العوامل الرئيسية لزيادة الإنتاجية لدى الفرد ومن ثم زيادة الإنتاج الكلي وما يترتب عليه من زيادة الدخل. وأنا هنا لا أطالب بتعريب المصطلحات – التي يجب الإبقاء عليه باللغة الإنجليزية ليتمكن الطالب من التعرف إليها حين الاطلاع على المراجع العلمية المتخصصة – بل بتعريب المحتوى العلمي لزيادة الاستيعاب لدى الطلبة للمعرفة التقنية حتى تصبح جزءًا من ثقافة المجتمع. كما أن هذا التوجه سيؤدي إلى زيادة الترجمة العلمية وهي الأداة التي بنيت عليها كافة الحضارات سواءً الإسلامية في مجدها أو الغربية في وقتنا المعاصر.
وبشكل عام فإن أي برامج لتطوير التعليم يجب أن تعمل، كما قلت سابقًا كمنظومة متكاملة آخذًا في الاعتبار الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا الشأن.

أستاذ الاقتصاد- كلية الأمير سلطان للإدارة بجدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button