تحرير محافظة صعدة معناه وضع جماعة الحوثي في أكبر مأزقا، وهذا المأزق يعتبر مأزقا سياسيا وعسكريا ومعنويا، كون خسارة الحوثي لصعدة معناه السقوط الفعلي لما تبقى من دولته الانقلابية المسيطرة على بضع محافظات بجوار صعدة، وهو ما سيعجل بخسارته لبقية المحافظات بسرعة كصنعاء والحديدة وغيرها، وهذا ما يجب أن يمنح تحرير صعدة أولوية وأهمية لدى الشرعية والتحالف العربي.
من حيث الجانب السياسي والإداري فصعدة تعتبر العاصمة الفعلية لانقلاب جماعة الحوثي، فمنها يصدر القرار، وفيها تتمركز قيادة الجماعة، أما صنعاء فلا تعتبر عاصمة، لأن القيادات التي تقيم فيها تلبي الاوامر وتنفذ القرارات التي تتلقاها من صعدة، وهذا ما يعني أن تحرير صعدة معناه سقوط العاصمة الفعلية لجماعة الحوثي، وهو ما يعني سقوط عاصمة الانقلاب في اليمن.
من حيث الجانب العسكري، فإن صعدة تعتبر أكبر المتاريس العسكرية لجماعة الحوثي، كونها حفرت فيها الكهوف الكبيرة من قبل عشرين سنة، وخزنت فيها أكبر ترسانة من الأسلحة، وهذا ما سيجعلها تواجه بشكل كبير في صعدة كونها تمتلك المقومات التي تؤهلها لذلك، وفي حالة خسارة الحوثي لصعدة فهذا معناه سرعة خسارة بقية المحافظات التي يسيطر عليها والتي لن يستطيع أن يصمد ويواجه فيها كثيرًا لأنها لا تمتلك المقومات التي تمتلكها صعدة كالكهوف والمتارس الجبلية والاسلحة المخزنة.
تحرير صعدة يفترض ان يكون قبل تحرير صنعاء والحديدة، كون ذلك سيسهل عملية التحرير لأن جماعة الحوثي منشغلة في بقية الجبهات المشتعلة في تلك المحافظات وغيرها، أما إذا تم تأجيل تحرير صعدة حتى تحرير الحديدة وصنعاء فإن ذلك سيصعب عملية التحرير، لأن جماعة الحوثي ستنسحب إلى صعدة بعد خسارتها للحديدة وصنعاء، وهو ما سيجعلها تصمد كثيرًا وتطول عمر المعركة وتقاتل باستماتة لأن صعدة آخر معاقلها؛ فالمفروض الآن استغلال الفرصة من قبل الشرعية والتحالف وتحرير صعدة في ظل انشغال وتشتيت جماعة الحوثي في بقية الجبهات خارجها، وهذا ما سيقلل الخسائر ويسهل التقدم ويختصر الوقت بالنسبة للشرعية ومعركتها في صعدة.
لا ننسى أن صعدة تعتبر منبع الجماعة الحوثية وساحة تأسيسها وموقع تدريبها ونقطة انطلاقتها، وهذا ما يعني أن تحرير صعدة معناه سقوط لجماعة الحوثي في عقر دارها، وهو ما يعتبر تلقي أكبر هزيمة معنوية للانقلاب الحوثي .