ملتقى “شغف 2” لم يكن برنامجًا ترفيهيًا يعتمد على تقديم العروض والبحث عن المشترين، ولم يكن ملتقى تجاريًا يقدم من خلاله المشاركون منتجاتهم، بل جاء ليكون ملتقى فكريًا اقتصاديًا صناعيًا تربويًا، جمع بين الفكر الناضج والإصرار على العمل وتحدي المعوقات، ونقل التجارب وإيضاح إيجابياتها المحققة وسلبياتها المسجلة ليستفيد منها الآخرون.
وما شاهدته شخصيًا خلال زيارتي للملتقى من تنظيم وإعداد، وعرض لمنتجات غذائية ومعروضات وأعمال فنية، يقدمها الشباب والفتيات، تجعلني أطالب رئيس وأعضاء الغرفة بالعمل على تبني هؤلاء الشباب ودعمهم، فهم رجال وسيدات أعمال المستقبل، وبداياتهم من الصفر تلزمنا أن نقف معهم داعمين ومشجعين. فالملتقى نُفذ بدرجة أكدت على أن الرغبة في العمل الجاد تعتمد على التنفيذ الصحيح، وهذا يجعلني أطالب مجلس إدارة الغرفة بعناصره الشابة التي تحدّت الكثير من الصعاب أن يسعى للعمل على إعداد دراسة جيدة تناقش الإيجابيات التي حققها الملتقى والسلبيات التي سجلها، وأن يعملوا على إظهار “ملتقى شغف 3” العام القادم -بإذن الله- بصورة مختلفة عن التي رأيناها هذا العام، فالفكر التطويري موجود والإصرار والعزيمة توفرت والتحدي قوي وواضح، لذلك فإن الأمل يحدونا بأن يأتي “ملتقى شغف 3” بصورة مختلفة كليًا عن “ملتقى شغف 2“.
فالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة وإن نجحت في تنظيم فعاليات “ملتقى شغف2″، من خلال الرعايات التي تبناها رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين تحدوا المعوقات، وتصدوا للعوائق وتجاوزوا التقاطعات، بالتنظيم والإعداد الجيد أكدوا أن هناك فكرًا تطويريًا لا ينتظر من يدعمه، بل بحاجة لمن ينفذه.
ويبقى الأمل في أن تسعى الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة لإقامة مهرجان خاص يطلق عليه “منتجات شباب مكة المكرمة“، يكون تحت رعايتها خلال فترة الصيف بمواقف السيارات الواقعة أمام الغرفة؛ خاصة وأن هؤلاء الشباب والفتيات قد عانوا الكثير من الصعاب لعرض منتجاتهم، فلا أسواق تقبلهم، ولا مواقع تهيأ لهم.
وقبل الختام أقول إن الثمار الحقيقية التي جناها “ملتقى شغف 2” لا تنحصر في ارتفاع أعداد الزوار، بل في الاستفادة من قدرات الشباب والفتيات المشاركين في الملتقى، وتوظيف منتجاتهم وتسويقها، وهذا لن يتم إلا من خلال الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة التي أمل أن تكون خير داعم للشباب والفتيات.