عبير صالح عطوة

مشروع “القدية”.. بناء المستقبل من الحاضر

أهم ما ركَزت عليه زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية هو بحث فرص الشراكة مع الولايات المتحدة في مشاريع (القدية – البحر الأحمر – نيوم)، بالإضافة إلى جذب استثمارات أمريكية لعدة مشاريع اقتصادية، وعلى رأسها المشروع الاقتصادي العالمي “القدية”، هذا المشروع الذي سيسهم في دعم الناتج المحلي وتوفير فرص عمل وتنمية القطاع الخاص، كما ستكون هناك مشاركات من كبار المستثمرين من الداخل والخارج.

مشروع “القدية” الذي يقع في جنوب غرب الرياض على مساحة ٣٣٤ كم مربع، أطلقه الأمير محمد بن سلمان في 17 إبريل عام 2017م، وتم تدشينه قبل أيام وتحديدًا في 25 إبريل عام 2018م على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكما صرح سمو ولي العهد فإن مشروع “القدية” هو أحد مبادرات صندوق الاستثمارات العامة وليس له علاقة بميزانية الدولة، ولأن المشروع ضخم جدًا فإنه وبحسب التوقعات سيضيف أكثر من 18 مليار للناتج المحلي، وسيلبي احتياجات أكثر من 17 مليون زائر سنويًا لقطاع الترفيه و12 مليون لقطاع الأسواق، ومليونين لقطاع الفنادق حتى اكتمال بناء المشروع والانتهاء منه بحلول عام 2030م.

شخصيًا لا أعلم لماذا يتقوَل البعض بأن المجتمع يستنكر ويرفض مثل هذا النوع من المشاريع الترفيهية التي تعتبر من وجهة نظرهم أنها تأتي بما هو مخالف للعادات والتقاليد، فبحسب ما نشاهده اليوم من إقبال لافت لأفراد المجتمع على حضور الحفلات والسينما ودخول الملاعب الرياضية، فإني أرى أنهم متعطشون ومتشوقون لأي حدث أو مشروع ترفيهي سياحي ينقلهم نحو التغيير والازدهار والتطور وفق العادات والضوابط الشرعية.

إننا هنا من خلال مثل هذه المشاريع الجاذبة والفارقة نقرأ حاضرنا وندرس احتياجاتنا لكي نصنع مستقبلًا باهرًا لوطننا ننعم به نحن والأجيال المتعاقبة في هذا البلد العظيم، ولعلي أستشهد هنا بما ذكره الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية لبرنامج الرؤية 2030 حيث قال: “نحن نبني المستقبل من الحاضر”.

أمنياتي -بإذن الله- أن يمضي القائمون على هذا المشروع المتفرد بتفاصيله المشوقة والجاذبة نحو النجاح وتنفيذه على أرض الواقع وافتتاحه، كما هو محدد وهو عام 2022م؛ ليكون علمًا تنمويًا بارزًا وليشكل حينها الوجهة المضيئة لكل من هو مهتم بالترفيه والثقافة والرياضة في العالم، وبما يدعم رؤية 2030.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button