عمل شريف يأتي من قلب نظيف وإحساس ظريف لمن يرجو الأجر الكثيف.
في الأسبوع المنصرم شاركت مع من هم أفضل مني من دعاة الخير ومحبي المعروف في تسوية خلاف عائلي دام سنوات لأسباب تافهة لا ترقى إلى مجرد البحث فيها، ولكن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم وهناك شياطين الإنس، كما هم شياطين الجن الذين لا يألون جهدًا في تأجيج الخلافات وتصعيد المنازعات.
الذي لفت انتباهي رغبة بعض الحضور -هداهم الله- في ديمومة القطيعة واستمرار الخصام رغم ما يٰظْهِرُون من المساعي الحميدة والكلام المعسول، لكن الله أعلم بالسرائر وأدرى بالنيات !!
يقول الشاعر :-
ومهما تكن عند امرءٍ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
لا أعرف سببًا وجيهًا لتصرفهم سوى الحقد الدفين، والرغبة في الاستحواذ على الطرف الآخر لأنهم الأحق بصحبته حسب وجهة نظرهم !!
والبعض الآخر يقترح شروطًا تعجيزية على طرفي النزاع والحاضرين أيضًا متناسيًا أنه يسعى إلى صلح وليس إلى استعراض عضلات !!
الصُلْح خير في جميع الأحوال، ويعد من أفضل القربات إلى الله ويحتاج إلى إخلاص نية وسلامة ضمير ممن يسعون فيه٬ كما أنه يحتاج إلى تنازلات من كلا الطرفين لتدوم المحبة ويعم الصفاء، والاعتذار من شيم الرجال النبلاء حتى لو لم يصدر منهم خطأ٬ وإن دل على شيء فإنما يدل على سمو النفس وعلو الهمة ومكارم الأخلاق، ولذلك فإن خير المتخاصِمَين الذي يبدأ بالسلام.