حمد الكنتي

تجربتي مع مرض السكر

تختالنا الابتلاءات من كل مكان لتصقل ذواتنا، وتطهر قلوبنا لنُصبح أكثر قوة في خوضنا لغمار الحياة، وابتلاءاتنا في الحياة كثيرة ومتنوعة: فهنالك ما تعتقد ذات يوم انه ابتلاء لتكتشف فيما بعد انه نجاة من الله لك!، وبعضها تظنه ذات يوم انه اعاقة لتكتشف فيما بعد انه أصبح أحد ادوات مصادر رزقك!، فالأمر واسع في الزمان والمكان فلا تكن قاصر النظر.

ومن هذه الابتلاءات التي داهمتني مؤخرا هي اصابتي- ولله الحمد- بمرض السكر في اقل درجاته واحمد ربي على ذلك، ولي معه تجربة أحب ان اتشاركها معكم لعلكم تجدون فيها بعض الفائدة.

بالنسبة لمرض السكر أكبر مشكلة فيه تكمن في عدم اكتشافه، فاذا لم تكتشفه ستشعر بمجموعة من الاعراض المزعجة!، وستشعر بان هنالك شيء غير طبيعي يعصف بجسدك!، وستحس بان هنالك اشياء غريبة تركض في دماغك!، ولكن بمجرد ان تكتشف المرض وتضع يدك عليه تصبح الامور على طريق السهولة والشفاء.

عندما اصبت بالسكر كانت صدمة تلاشت اثارها مع الوقت، فعندما تصاحب السُكر بالرياضة واختيار الغذاء المناسب وتناول الدواء بانتظام ستكون امورك على ما يرام بمشيئة الله.

ولكنني كمُصاب بالسكر اضيف امر آخر: الا وهو عدم الهموم، فالتفكير في الهم والغم يرفع السكر في الجسد بدرجات اعلى من تأثير السكريات والمشروبات المُحلاة!، فخليها على الله ولا تشغل بالك بالتفكير تنساب الحياة في دمك، ويخجل السكر منك فيبتعد أكثر وأكثر.

انظر احيانا الى الادوية وانظر الى جسدي واتنهد!.. فاستخدام الادوية لا يُرهق في الوقت فوقته سهل جدا، وانما ارهاقه في السُكرة التي تأتي احيانا بعده اذ اشعر بخمول مؤقت عندما استخدام دواء السكر، وحينها لا تدري ايهما أفضل استخدام الدواء من عدمه!، ولكن المرض كفارة.
عندما بدأت في استخدام ادوية السكر رفضها جسدي، وهذا امر طبيعي حتى انني جلست في صراع مع الدواء لشهر كامل حتى تقبله جسدي.

ومن خلال تجربتي مع السكر تأكدت بانه امر طبيعي إذا تعاطى معه الانسان بشكل طبيعي، فالأدوية تصبح عادة، وممارسة الرياضة تصبح جزء من اليوميات، والركض خلف الاكل المنعدم من النشويات يصبح امر تلقائي، والبحث في مواقع الصحة عن الأطعمة التي تخفف السكر في الدم يصبح هاجساً دائم، وعندها سيكون كل شيء على ما يرام.

واهم تجربة خرجت منها من مرض السكر هي معرفة الانسان لضعفه، فتجربتي معه جعلتني اراجع نفسي كثيرا في شتى منحيات الحياة، “فالسكر ثقافة” كما قال لي صديقي المصاب به، فراجعت نفسي في الطعام والشراب والمشاعر والتفكير والعمل والمجتمع، فالنأي عن كل المُكدرات من هموم واشخاص يساعد في بناء هالة ايجابية حول الشخص لتنتعش نفسياته، وتشرق روحه، ويصفى عقله، فيقوى بذلك جسده، وتزدهر مناعته، ليتطهر من كل الشوائب، فالسكر يجعلك تصبح أكثر وعيا بحياتك في كافة جوانبها، وإذا وعيت بها ستصبح العافية رفيقتك للأبد.

حكمة المقال
استرخي في هدوء، وصفي ذهنك من كل سوء، واعتن بحياتك على كافة الاصعدة، وفوض امورك لربك ستأتيك الصحة تمشي على قدميها.
حمد عبد العزيز الكنتي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button