ما إن يقترب شهر رمضان إلا والاستعدادات جارية على قدم وساق للتهيئ له، ومع دخول شهر رمضان تدخل ربات البيوت في حالة استنفار قصوى ، وما إن يقترب وقت أذان المغرب إلا وتراهُنّ في كر وفر في ذلك المطبخ بين لهيب نار الأفران وزئير صوت الفرامات والعصارات ، وقطرات العرق تتصبب منهنّ غير آبهاتٍ بضمأ الصيام وجوعه ، ولا مكترثات لما يعانيه الصائم من وهن في الجسم وما إلى ذلك، هنّ فارسات المطابخ اللاتي يبذلن جلّ وقتهن لأجل تجهيز سفرة الإفطار ولأجل تلبية جميع الأذواق في البيت ، وما إن ينتهين من إعداد وجبة الافطار إلا ويبدأن في مشروع آخر هو تنظيف المطبخ وجلي أطباق الطعام وغيره من أعمال البيت.
ولهذا فمهما عملنا فلن نوفيهن حقوقهن ، ولكن كفاهن ما سيلقينه من الأجور المضاعفة عند الله .
وبهذا فأنا أوجه عدة رسائل للأزواج علنا بهذه الرسائل أن نقدر جهود تلك الزوجات الرائعات فأقول :
- تذكر أخي الزوج قول النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يشكُرُ اللهَ من لا يشكُرِ النَّاسَ ) ومن أولى الناس بشكرهم زوجتك ، فحريٌ بك قبل أن تضع التمرة في فيك أن تشكرها على جهدها .
- قم بالثناء على الطعام الذي أعدته وأظهر إعجابك به ، ولا أنسى ذلك الرجل الذي أكل من الإفطار الذي صنعته زوجته فلما أكل من السمبوسة نظر إليها وابتسم ثم قال : هذه أحلى سمبوسة أتذوقها في حياتي.
- إعلم أن زوجتك تتعب من أجلك ولهذا فكن كريماً ورد لها الجميل بالدعاء النابع من القلب.
- طبيعي جداً أن يحدث خطأ ما عند الطبخ ولهذا إذا لم يعجبك شي ما إياك أن تلمها أو توبخها وتذكر أن قدوتك صلى الله عليه وسلم:(ما عابَ طَعامًا قَطُّ، إنِ اشْتَهاه أكله وإلا تَرَكَه).
- لا تثقل على زوجتك بالطلبات التي لا داعي لها ، وتذكر أن : (الراحمون يرحمهم الله تعالى).
أخيراً أقول لكل زوجة هنيئاً لك الأجر الذي أنت فيه ، وهنيئاً لزوجك وأسرتك بك.