بعد أن وضعت انتخابات أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة أوزارها، واكتمل عقد مجلس الإدارة بتعيين الأعضاء الباقين، بدأت الأنظار توجه صوب المجلس الجديد لا الغرفة لمعرفة ما سيقدمه المجلس الجديد من أعمال وخدمات خاصة، وأنه يضم مجموعة من الشباب.
ولا أخفي سرًا حينما أقول بأن نسبة من المتابعين للغرفة وأعمالها لم يتوقعوا أن يكون هناك حراك، فالفكرة السائدة بأن الغرفة مُسخرة لخدمة نخبة من التجار والصناع، ولا وجود لدور اجتماعي أو ثقافي لها.
غير أن رئيس وأعضاء مجلس الإدارة قلبوا الطاولة أمام الجميع، وقدموا أعمالًا يشكرون عليها.
وفِي عجالة بسيطة أقول إن الغرفة خرجت من ثوبها التقليدي القديم إلى ثوب جديد يغطي التجار والصناع والزراع وغيرهم، ويصل إلى شرائح المجتمع.
فكانت البداية من وجهة نظري كسر الطوق المغلف للغرفة، فتمكن المجلس البلدي من إقامة ورشة عمله لمدة ثلاثة أيّام داخل مبنى الغرفة وبالمجان، في حين لم تكن الغرفة تسمح بإقامة مثل هذه الأنشطة إلا للقلة القليلة.
ثم نأتي للقاء الدكتور إسماعيل كتبخانه مع المثقفين والاُدباء والجمهور الذي استعرض خلاله موسوعته، فقد قامت الغرفة مشكورة بإفساح المجال لإقامة اللقاء داخل أروقتها.
لكن الحدث الأبرز والمهم، تمثل في ملتقى “شغف ٢”، الذي لم يكن مجرد ملتقى لعرض منتجات والتقاط صور، بل لقاء عملي مثمر لعل من أولى ثماره ماناله أصحاب عربات الأطعمة المتنقلة من دعم معنوي من سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة بحصولهم على تصاريح بالعمل على مدار العام.
واليوم نرى فعاليات “فوانيس مكية” لتجدد الذكرى عن أيّام مضت من الزمن الجميل، وتوقظ إحساس الشباب والناشئة ليحملوا الله على ما رزقهم من نعم لا تعد ولا تحصى.
وعلينا الْيَوْمَ العمل على دعم الغرفة لقاء كل عمل جيد تقدمه، فكما ننتقدها في حال وجود الأخطاء فمن الواجب شكرها إن أحسنت.
ويبقى الأمل في أن تسعى الغرفة للعمل على إيجاد دورات تدريبية بالمجان للشباب والفتيات من ميسوري الحال، والبحث عن فرص وظيفية جيدة لهم.