أكبر مشكلة تعاني منها جماعة الحوثي اليوم، هي النقص والتراجع والضعف في الموارد البشرية بصفوف مقاتليها.
الدولة الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية الشقيقة، استخدمت خطة عسكرية محكمة ناجحة ذكية أوقعت جماعة الحوثي في فخ الاستنزاف.
خسر الحوثي أعدادًا كبيرة من عناصر مقاتليه خلال الحرب، حتى وصل لمرحلة الضعف لا يمتلك فيها الأعداد الكافية والمطلوبة للقتال والمواجهة في كل الجبهات.
الشرعية والتحالف استخدمت طريقة الدفاع ثم الهجوم مؤخرًا، أي أنها تظل في موقع الدفاع وصد في أي جبهة، ثم تتقدم في النهاية بعد أن تستنزف أعدادًا كبيرة من عناصر الحوثي، فتسيطر بسرعة على المنطقة التي تهجم عليها، وتحررها وعندما تحررها تستخدمها كمواقع للدفاع لفترة محدودة.
طريقة الدفاع في البداية ثم الهجوم في النهاية التي استخدمتها الشرعية والتحالف، نجحت في استنزاف الخصم في البداية عند الدفاع، والانتصار عليه بسرعة في النهاية عند الهجوم.
جماعة الحوثي استخدمت طريقة الهجوم في البداية والتراجع في النهاية، تهجم ميليشيات الحوثي على مواقع الشرعية وتضحي بأعداد كبيرة حتى تضعف، وتصل لمرحلة عدم القدرة على المواجهة والصمود عندما تهجم الشرعية والتحالف بهجوم مباغت.
وكما هو معروف عندما تكون في موقع هجوم وخصمك في موقع دفاع فإن خسائرك ستكون أكبر بكثير من خسائر الذي سيصدك من مترس قوة كلما هجمت عليه.
عندما تخسر جماعة الحوثي منطقة، فإنها تحاول استردادها عبر طريقة الهجوم وتخسر أعدادًا كبيرة من مقاتليها، ولكنها لم تستطع استرداد تلك المنطقة لأن قوات الشرعية والتحالف بعد سيطرتها قد اتخذتها كموقع تستخدم فيها طريقة الدفاع.
نستطيع أن نقول إن جماعة الحوثي استخدمت طريقة “انتحار” في مواجهتها على الأرض.
في أي جبهة من الجبهات تخسر جماعة الحوثي المئات من عناصرها بل يتجاوزون الآلاف، بينما الشرعية والتحالف لا تخسر العشرات.
في جبهات الحدود خسرت جماعة الحوثي الكثير من القيادات والعناصر التي تعلن عنها وتعترف بها، وكما هو معروف أنها لا تعترف إلا بربع خسارتها ولا تعترف بالخسارة كاملة، فكل يوم وأنت تسمع عن مصرع لعدد من جنودها وقيادتها، بينما الشرعية والتحالف خسائرها قليلة جدًا في الموارد البشرية، نادرًا ما تسمع عن استشهاد جندي سعودي أو أي جندي آخر من التحالف والشرعية في جبهات الحدود.
الآن وقعت جماعة الحوثي في فخ شحة الموارد البشرية في صفوف مقاتليها، وهذا الفخ لن تستطيع الخروج منه إلا في حالة الاستسلام الكامل والانسحاب التام، مالم فإن الموت الكلي والهزيمة الساحقة والقضاء النهائي مصيرها.