المقالات

حكاية حاوية !!

عندما ترى مجموعة حاويات حديدية تم توزيعها وبشكلٍ منظم ومرتب ومزينة بإضاءة “الليد” الجميلة في حيك السكني الذي تقطن به، وتفاجئ أنها تتبع إلى مشروع مجتمعي تطوعي هادف ومنير من وإلى المجتمع -مشروع كسوة لجمع الأغراض القديمة وغير المرغوب فيها -.
يتبادر إلى ذهنك فورًا أن المجتمع على وعي بمفهوم التطوع الخيري، وأن هناك قائمون على المشروع الواعي ليلًا ونهارًا لنجاحه وتوسع معطياته وتطويره.

حيث يعتبر مثل هذا النوع من المشاريع بمثابة إعادة تدوير للمقتنيات بطريقة عصرية ومتحضرة وشريك رسمي للأمانة، بل هو صميم دورهم المجتمعي والمدني، والذي للأسف لم يكونوا شركاء فيه.
وتصدم في الصباح الباكر واليوم الهادئ وفي شهر الخير بسيارة الأمانة لتزيل حاوية من أمام جامع راقٍ !! مثل هذه لم تؤرق المارة ولم تحدث أي تعطيل يذكر، بل قدمت خدمة لسكان الحي بكل أريحية وعفة وانسيابية وراحة للتخلص من المقتنيات بشكل سلس ومحترف وعصري أسوة بباقي الدول المتحضرة.

وعند سؤالي للشخص المقاول الموكلة إليه المهام لماذا تقومون بإزالة الحاوية ؟
أجابني: “معليش ياباشا أنا مليش دعوة ده عندنا أوامر من الأمانة على أنها مخالفة ولازم نزيلها فورًا ” !!
عتبي هنا ليس على المقاول المتربح، وليس على الأمانة بشكلٍ عام وبكل فروعها بمحافظة جدة، ولكن عتبي هنا عن المسؤول الذي أصدر هذا القرار وتعجل بإصدار أمر الإزالة الفوري والعاجل !!
حيث إنني أعتبره ومن وجهة نظري التي تعبر عني بأنه قرار غير منطقي وضاربًا بجهود الشباب المتطوع والمتطوعات منهم بعرض الحائط.
بل صوب على مفهوم التطوع المجتمعي الخيري رصاصة الرحمة؛ حيث إن مفهوم التطوع لم يتبلور بعد مجتمعيًا، وبالكاد يتنفس الصعداء.

يا – أمانة محافظة جدة – هذه المشاريع مباركة وقيّمة وهادفة للمجتمع بكل شرائحه الاقتصادية.
أليس من الأفضل التطرق لمشاريع سفلتة الحي، وإنارته، وإزالة مخلفات البناء والدمار، والقضاء على الجرذان ومعالجة ظاهرة الكلاب الضالة والثعابين والعقارب -أكرمكم الله – والتشجير والحدائق التي يخلو منها الحي أكمل !!
“سبوت لايت “

المشاريع الخيرية والتطوعية المباركة وجميع التسهيلات الممكنة والمستحيلة مذللة، وبدعم شخصي وسخي وإشراف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ورعاهما وسدد خطاهم – وهم لا يتوقعون منا ومنكم إلا أن نكون عند حسن ظنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى