الوثيقة الأولى:
وثيقة رقم (2/1ـ18) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19630).
العنوان: رسالة طوسون باشا إلى والده بشأن الصلح بين طوسون والسعوديين.
التاريخ: 21 شعبان 1230هـ.
جهة الإصدار: طوسون باشا والي جدة.
الصادرة إليه: محمد علي باشا والي مصر.
نص الرسالة (كما بسطت وأبنت فيما سبق أن أهل الرس وخبرة وبكيرية وشبيبة من قرى وادي القصيم التي تبعد عن الدرعية 8 منازل قد دخلت في طاعة العلية، وبينما كنت أستعد لأخذ رسة في الوادي المذكور وعنيزة وبريدة وغيرها من القرى فإن عبدالله بن سعود خرج من الدرعية على رأس الخيّالة والهجّانة الكثيرة إمدادًا وإعانة لتلك القرى، وبعد أن مكّن لها التفت بمجموعة نحوي وتجرأ بالتسلط على قبائل العربان التي أظهرت الصداقة آخذًا إبلها وغنمها.. وكنا في سبيل الدفاع عن أولئك خلال شهر ولم ينقطع الحرب فيما بيننا ولما كنا متكئين على المدد الذي نحن بانتظاره فإنه لم يتيسر لنا إخضاع تلك القرى. كما أن ادعاءاته الباطلة لم تسفر عن ثمرة، فلما أدرك جازمًا بأنه سوف يكون طعمة السيف السلطاني وأنه في مسلكه بغيًا وعدوًا كان على خطأ وغلط أظهر الندامة على ما ارتكبه والتمس العفو عن ماضيه وأنه يتمنى من بعد الآن ليكون في عداد رعايا السلطة فقصد مقر جيشي وعلى بُعد ثلاث ساعات منه نزل في مزرعة الهجنادية (الحجنازي) وأرسل بعض رجاله من أجل تحقيق التماسه، ولما أمعنّا النظر في مكاتيبه المرسلة وتقارير موفديه تبين لنا أنه قد ابتعد كليًا عما ارتكبه والده المتوفى من الحركات الشنيعة، وأنه بعد الآن سوف لن يتدخل ويتعرض لغير العربان التي في الدرعية وما حولها وأن كل البلاد والرعايا سوف تكون في ظل الطاعة وجناح العدالة لا ينحرف عن طريق الصلاح والطاعة، وأنه سيرفع عن ألسنتهم العربان كليًّا ويخالف الشرع الشريف من الكلمات والألفاظ الوهابية، وأنه لا يجير ولا يقصر في أي خدمة يكلف بها بالأمر السلطاني، باذلًا في سبيل ذلك ما وسعته المقدرة، وبينما كان متعهدًا بأن يكون على هذا العهد والميثاق أقبل أحمد آغا الخازندار في 23 رجب والتحق بي مع رجاله. وبينما كان الشيخ المذكور عبدالله بن سعود وكل أخواته والذين يتعلقون به على هذا الوجه من تمني العفو كنا في وضع لا تكاد في الذخائر تكفينا.. وحتى لا تفوت الفرصة فإذا قبل التماسهم فإنه سيرسلون إلينا: عبدالعزيز بن الحمد وعبدالله بن بنيان من علمائهم المعتبرين ليكونا لدينا رهينة في مصر لمدة سنة) أ.هـ.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ هذه الوثيقة كتبها طوسون باشا إلى والده محمد علي. عندما كان في القصيم عام 1230هـ وانتهى بعقد الصلح بينه وبين عبدالله بن سعود، ولكنه لم يصل إلى الدرعية. وبعد الصلح غادر إلى المدينة المنورة، ويطلب من والده الموافقة على الصلح.
ـ (خبرة) تعني: بلدة الخبراء.
ـ (بكيرية) تعني: بلدة البكيرية.
ـ (شبيبة) تعني: بلدة الشبيبية.
ـ (رسة) تعني: بلدة الرس.
ـ إن طوسون باشا عندما وصل بلدة الرس اختلف أهلها فيما بينهم منهم من يرى عدم التصدّي وهم الأكثر. لأن البلدة ليست محصّنة بسور. فخافوا على أنفسهم وعائلاتهم وبلدتهم من الأذى فآثروا عدم الحرب. وسلّموا لطوسون. ومنهم من يرى التصدّي لطوسون بالحرب وهم قلّة. وهؤلاء خرجوا إلى الشنانة وتحصنوا في مرقبها وأرسل لهم طوسون قوة من الجنود لحربهم لكنهم لم ينالوا منهم. أما بريدة وعنيزة والشبيبية فقد دخلها طوسون بدون مقاومة.
ـ إن بعض الأعراب الموجودين في الرس انضموا إلى جيش طوسون باشا بعد أن أغراهم بالعطايا من المال واللباس وكانوا قوة أضيفت لقوته يحاربون معه ضد أمراء وبلدان نجد. وقد خرج عبدالله بن سعود من الدرعية ومعه قوة لمساعدة بلدان القصيم، وحارب الأعراب الذين انضموا لجيش طوسون، فانشغل طوسون بلقاء عبدالله بن سعود ومن معه لمدة شهر. وعندما تأخر عنه المدد العسكري من والده وعجز عن إخضاع بلدان نجد اضطر لعقد الصلح مع عبدالله بن سعود.
ـ إن عبدالله بن سعود عسكر في الحجناوي وهي مزارع بين الرس وعنيزة ينتطر نهاية بقاء طوسون في نجد.
ـ عند عقد الصلح بين عبدالله بن سعود وطوسون باشا اشترط طوسون أن يعطيه عبدالله بن سعود رهينتين يتم ترحيلهما إلى مصر لمدة سنة، فأعطاه العالمين عبدالعزيز بن حمد وعبدالله بن بنيان. وأخذهما طوسون معه.