تشخيص سير واقع المعركة العسكرية التي تدور رحاها في محافظة الحديدة بين الانقلاب الذي تتزعمه جماعة الحوثي وبين الدولة الشرعية والتحالف العربي، سيظهر عدة نتائج وعدة تصورات تتلخص كلها في خيارين لجماعة الحوثي وتعاملان للشرعية والتحالف.
خياران لجماعة الحوثي .
الأول: خوض المعركة بقوة وإخراج كل قواتها من صنعاء وصعدة والدفع بها إلى الحديدة، مستخدمة كل التعزيزات بهدف إبقاء المعركة أطول، والدفاع عن الحديدة بكل ما تملكه من إمكانيات عسكرية وبشرية.
الخيار الثاني: الانسحاب من الحديدة والتراجع إلى صنعاء بهدف استخدام كل ما لديها من إمكانيات عسكرية وبشرية في الدفاع عن صنعاء، وهذا ما سيجعلها تواجه بقوة ووقت أطول في دفاعها عن العاصمة صنعاء.
دول التحالف العربي والشرعية ستتعامل بتعاملين مع طبيعة معركة الحديدة، هذان التعاملان سيأتيان حسب خيارات الحوثي، فلكل خيار حوثي تعامل خاص به من قبل الشرعية والتحالف.
التعامل الأول: في حالة قيام الحوثي بالتعزيز والدفع بكل قواته من صنعاء وصعدة للحديدة، فإن التحالف والشرعية ستتعامل بتقدم بطيء لسير المعركة في الحديدة، أي انها ستظل تستنزف قوات الحوثي حتى تضعفه ثم بعد ذلك تحقق تحرير الحديدة كاملة، ثم تتجه لتحرير صنعاء، وهو الأمر الذي سيحررها بسرعة لأن الحوثي لم يعد لديه إمكانيات عسكرية وبشرية للدفاع عن صنعاء بوقت أطول.
التعامل الثاني: التقدم السريع للشرعية والتحالف لتحرير الحديدة في حالة عدم قيام الحوثي بالدفع والتعزيز والإمداد للمواجهة في المعركة، وهذا ما يجعل الشرعية والتحالف تحرر الحديدة بسرعة، ثم تتجه بعدها لتحرير صنعاء.
الشرعية والتحالف مستفيدة في كلتا الحالتين.
في تعاملها الأول ستستنزف الحوثي في الحديدة لتضعفه عسكريًا؛ وتحرر صنعاء بسرعة.
في تعاملها الثاني ستحرر الحديدة بسرعة، وتضعف الحوثي اقتصاديًا، وتفقده أهم مواقع القوة التي لا يستطيع تعويضها إطلاقًا.