عِلمُ اﻹدارة هو علم مستقل له أُسسه ومبادؤه ونظرياته، وهو أحد أهم مجالات العلوم الاجتماعية واﻹنسانية؛ ولذلك ينبغي لمن يمارس الإدارة أن يكون على قدر عالٍ من التأهيل العلمي في فهم ماهية السلوك الإنساني وطبيعته، وقد قيل (ما أجمل الإدارة لولا إدارة الناس)، ونظرًا لما يحدث في هذه الفترة كل عام من تنقلات إدارية بين مواقع العمل المختلفة، وتكليفات إدارية جديدة، فإنني أطرح هنا بعض الوصايا الإدارية للمشتغلين بالعمل الإداري وذلك بحكم التخصص والخبرة العملية في مجال الإدارة، لعلها أن تجد لها واعيًا أو سامعًا:
أولًا: في البداية اعرف عملك جيدًا وافهم بيئة العمل الجديدة، واعقد اجتماعات عمل مع كل الإدارات والأقسام، واطلع على أدلة العمل والوثائق المرجعية وتقارير الإنجاز، وتذكر أنه ليس من سمع كمن رأى وشاهد، والجودة تقوم على المعايير والمؤشرات والشواهد.
ثانيًا: ليس صحيحًا أن تهدم كل ماقبلك ظنًا منك أنك تمارس إدارة التغيير، فمن غير المقبول علمًا وعقلًا ومنطقًا أن كل ماكان قبلك سيئًا وليس فيه مايمكن البناء عليه وتطويره، قيّم الواقع بإنصاف وبأسلوب علمي، ومن ثم قدّم رؤيتك للتطوير مستفيدًا من نقاط القوة والتميز الموجودة واستثمار فرص التحسين المتاحة.
ثالثًا: تذكر أنك لست أفضل الموجودين وأكثرهم فهمًا وخبرة ودراية بالعمل، ولكنك أكثرهم مسؤولية، لذلك شارك فريق عملك في صنع القرارات واتخاذها، وأشركهم في المسؤولية، حتى تجد دافعية مرتفعة للإنجاز وجودة عالية في التنفيذ.
رابعًا: هناك كثير من العقول والكفاءات المميزة لم تأخذ فرصتها الكاملة، ابحث عنها وتلمسها في الأماكن البعيدة عن الضوء ستجدها هناك، وستبهرك بقدراتها وإخلاصها وستبقى تدين لك بالفضل في تمكينها، وسيشكُرك الوطن لاكتشافها، وتذكر أن من مهام القائد إعداد الصف الثاني من القيادات وليس محاربتها.
خامسًا: ليس كُلْ مَنْ خالفك بالرأي لايريد مصلحة العمل أو لا يريد نجاحك، فكم من مخلصٍ صادقٍ لم يحسن طريقة العرض، تأمل بهدوء قد تكون لغة الجسد أبلغ من لغة الكلام.