النجاح الحقيقي ليس بالتملق والاستجداء لذوي الجاه والسلطان، وليس بإذكاء العداوات وإشعال الصراعات بين طوائف البشر ونِحَلهم، وليس بالظهور الأجوف والأبله بسبب وبدون سبب، النجاح المبهر هو تمام الرضا عن النفس بعد رضا خالقها، هو العيش بسكينة وهدوء بال، هو البذل لأجل أفئدة الكادحين.
ثمة أمور مُؤكدة لاتخفى على ذي رأيٍ ثاقبٍ نافذِ البصيرة، ترشده ببراهينها الجلية على سمات الناجحين ومزاياهم، في مقدَم ركبها الميمون: العملُ لأجل الكل، والتحلي بصدق النوايا، وحب الخير للغير، وتحمل المسؤولية الملقاة على العاتق بحرص شديد، وتطوير الأداء ومواكبة كل جديد مفيد.
الاكتفاء في كل مرة بالحد الأقل جهدًا وسعيًا في كل صَقْع واتجاه سيحيل النتائج النهائية إلى الرتابة والكآبة والسآمة والملل، شئنا ذلك أم أبينا، وحتى نسلم من مغبة ذلك ومضاعفاته الوخيمة فلنتمثل احتذاءً ونهجًا ونمذجة سير وقصص الناجحين الملهمين؛ فهي مصل آمن وعلاج ناجع لتجويد النجاحات.
بعدها فلا بأس من مقارعة ومجاراة الأنداد والأكفاء، لكن بعد التخلق بشمائل الفرسان الباذخة وسجايا الأبطال السامقة، أما ما يفعله بعض الأفاكين والسيئين من هجوم كاسح لمن أسدوا لهم العون والنصح والإرشاد في أيام خلت فهو والله لسقطة مدوية وجرم شنيع لايغتفر، يكشفان عن دناءة وتربية عوراء.