محمد عبدالله القادري
هناك أوجه تشابه عدة بين معركة تحرير مدينة الحديدة ومعركة تحرير مدينة عدن، كون المدينتان تقع على شاطئ البحر، وهذا ما يعني أن معركة تحرير مدينة الحديدة ستتم بنفس الطريقة التي تمت بها معركة تحرير عدن، وسيتم الهجوم عبر ثلاثة جوانب البري والبحري والجوي، وهو ما يعني قدرة التحالف والشرعية على تحقيق تحرير سريع، فعدن التي تحررت خلال أيام قليلة، سيكون تحرير مدينة الحديدة في فترة أقل منها، والشرعية والتحالف لها القدرة على ذلك، إلا أنها تتعامل مع المعركة بطريقة جر الحوثي إلى الداخل ثم تقضي عليه ولا تجعله ينجو أو يعود سالمًا.
إذا وصلت قوات التحالف والشرعية عتبات مدينة الحديدة فستحررها في ثلاثة، ستكثف هجماتها جوًا وبرًا وبحرًا، يجب أن تكون مدة معركة تحرير المدينة قصيرة من أجل أن لا تعرقل خدمات ميناء الحديدة الذي يجب أن لا يتوقف مدة تزيد عن ثلاثة أيام، تستخدمه الشرعية بعدها في مصلحة الدولة والمواطن الذي يجب أن يلاحظ فرقًا كبيرًا بين فترة سيطرة الحوثي على الميناء وبين سيطرة الشرعية عليه..
من جهة أخرى فإن هناك اختلافًا بين معركة الحديدة ومعركة عدن من حيث لو نظرنا إلى المعركة على أنها تحرير محافظة وليست تحرير مدينة.
محافظة عدن كلها مدن دارت المواجهات داخلها ولا يوجد بها ريف، وهو العكس في محافظة الحديدة التي اغلبها ريف ودارت المواجهات فيها، وتقدمت الشرعية والتحالف عبر الساحل الغربي لتحرر عدة مديريات كالخوخة وحيس وغيرها حتى أصبحت على بضعة عشرة كيلو مترات من عاصمة المحافظة، إلا أن ريف الحديدة أصبح نقطة إيجابية تميز معركة تحرير الحديدة عن معركة تحرير عدن، من حيث انخفاض مستوى الدمار في المساكن والبنيان، والجانب الثاني من حيث إلحاق الخسائر بالانقلاب في العتاد والموارد البشرية، ريف الحديدة أغلبه مناطق مستوية، استطاع طيران التحالف أن يحقق اهدافه بدقة ويستهدف قيادات الحوثي وأسلحته، كثير من القيادات الحوثية لقوا حتفهم في الحديدة بضربات محكمة لطيران التحالف ومن أبرزهم صالح الصماد، قتلى جماعة الحوثي بالمئات يوميا إلا أن الحوثي لا يعترف بذلك خشية التأثير على معنوية مقاتليه، وتضليل الرأي العام عن معرفة خسائره الفادحة والكبيرة التي يتلاقها يوميًا.
مدينة الحديدة أصغر من مدينة عدن، وهو ما سيجعلها تتحرر بفترة أقل من عدن، إلا أن الطرق العسكرية لخوض معركة التحرير بمشاركة ثلاثية متمثلة بالجو والبر والبحر ستكون متشابهة بين المعركتين.