أحمد حلبي

وقفة الأمير عبدالله من أسرّة مخيمات الحجاج بمنى

في البدء وقبل السرد في القول، أجد أن من الواجب أن أقف شاكرًا ومقدرًا للخطوة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، بتشكيل فريق عمل بإشراف هيئة تطوير المنطقة ومشاركة عدد من الجهات الأمنية، لدراسة المقترحات الخاصة بتطوير تسكين الحجاج داخل الخيام بمشعر منى وتوفير البيئة المناسبة لراحتهم, كما وجه سموه بتشكيل فريق عمل لرصد الملاحظات وسبل تلافيها في موسم حج هذا العام 1439 هـ.

ووقف سموه على الوضع المقترح للمخيمات في موسم حج هذا العام 1439هـ؛ وذلك بعد تحسين الملاحظات تحت إشراف هيئة تطوير المنطقة ومشاركة الجهات الأمنية، واطلاع سموه على مقترح استخدام الأسرة ذات الدورين داخل المخيمات، فمثل هذه الخطوة تؤكد عدم إمكانية انفراد أي جهة حكومية بتنفيذ أي عمل يتعلق بخدمات الحجاج دون الرجوع لعدة جهات، وخطوة سموه الكريم التي جاءت بعد مقالي المنشور بهذه الصحيفة تحت عنوان “قبل أن تقع كارثة الأسرة بمنى”، الذي أوضحت فيه مدى الأضرار التي تلحق بالحجاج في حال تطبيق نظام الأسرة ذات الطابقين، لكون الخطوة سعت وزارة الحج والعمرة للعمل على تنفيذها دون دراستها دراسة متعمقة.
وقد أكدت الإدارة العامة للدفاع المدني، في ردها المنشور على مقالي بهذه الصحيفة “أن ما جاء في المقال يلامس نصف الحقيقة وأنها أعادت النظر في تلك الأسرة واعتمدتها بناء على معايير معينة”، وهو ما يعني أن الوزارة انفردت برأيها وبدأت خطواتها العملية للتنفيذ، وهو ما أشارت إليه الإدارة العامة للدفاع المدني بقولها: “إن جميع مؤسسات الطوافة التي تقدمت بذلك تم رفض طلبها حتى الآن، وتعود الأسباب إلى زيادتهم أعداد الحجاج عن الطاقة الاستيعابية للمخيم ولعدم مطابقة الأسرة للمواصفات والمعايير”.
فلماذا إذًا ترفض الأسرة ذات الطابقين ؟

أولًا لم يكن رفض الدفاع المدني للطلبات المقدمة من مؤسسات الطوافة عشوائيًا بل بُني على أسس أبرزها:
• صعوبة كبار السن من الحجاج على صعود الأسرة العليا، كما وأن أصحاب الأوزان المرتفعة لا يمكنهم استخدامها لصعوبة صعودهم لها، ولا يمكن الجزم بأن جميع الحجاج من صغار السن أو ضعاف البنية.
• أمام كبر السن وارتفاع الوزن فإن احتمالية تعرض بعض الحجاج للإصابة من الأسرة الحديدية، أمر وارد ومؤكد نتيجة لارتطامهم بها و قد يصاب بعضهم بشج في رأسه ينتج عنه نزيف قد يكون حادًا وينتج إصابة بالغة، وحينها ستجير أسباب على مؤسسة الطوافة ومكتب الخدمة الميدانية لعدم توفر وسائل السلامة !
• من الاحتمالات السلبية المتوقعة صعوبة حفظ التوازن بالأسرة بأحمالها المختلفة، فأرضيات المخيمات ترابية وغير مبلطة وهو ما قد يؤدي لحدوث انهيار وسقوط للأسرة ومن عليها.
• يشكل التبريد مشكلة أخرى فضعفه في الأسرة السفلية يبرز ارتفاع درجة الحرارة، في حين الأسرة العليا توجد برودة شديدة.
• المسافة الفاصلة بين الأسرة لا تتجاوز الخمسين سنتيمترًا، وهي مسافة غير كافية لعملية الدخول والخروج الاعتيادية فكيف إن كانت هناك حالة طارئة.
ولذلك وقبل أن تقع الكارثة وتجيير أخطاء وزارة الحج والعمرة على الغير، تدخل سمو الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، بصحبة متخصصين من المديرية العامة للدفاع المدني، ووقوف سموه على الطبيعة يؤكد أن توفير السلامة للحجيج مطلب أساسي تحرص عليه الدولة.
فشكرًا سمو الأمير على وقفتك الصادقة، وحرصك على أن تكون خدمات الحجاج مرتبطة بالسلامة قبل التطوير.

Related Articles

7 Comments

  1. بارك الله فيك أ. احمد انت اول من دق ناقوس الخطر حول هذه الاسرة .. وبارك الله في سمو الامير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز الذي تحمل أمانة ومسؤلية العمل كنائب لأمير مكة فخدمة ضيوف الرحمن وصحتهم وسلامتهم خط أحمر لا نتجاوزه مقابل حفنة من الدراهم يطمح بها البعض على حساب سلامة حجاج بيت الله الحرام و قرارات متسرعة ..بدون دراسات علمية ..

  2. جزاك الله خيرا أ.احمد والله تعبنا ونحن نتكلم في الموضوع هذا وتبين أن سيئاته اكثر من حسناته…
    ولكن احسنت في الطرح فأنت صوتنا الذي يصل للمسؤولين
    شكرا لك

  3. بالاضافة ايضا لم تضع الوزارة في حسبانها اماكن اداء الصلاة والعبادات الاخرى … ولم تراعي اماكن تناول الطعام.
    فالحج عبادة وليس نوم فقط.

  4. بالاضافة ايضا لم تضع الوزارة في حسبانها اماكن اداء الصلاة والعبادات الاخرى … ولم تراعي اماكن تناول الطعام.
    فالحج عبادة وليس نوم فقط.

  5. جزاه الله خيرا أميرنا المحبوب على تفهمه ووقفته وايضاً الشكر موصول لكل من افاد بهذا الشأن هناك أمور تحتاج فعلاً لدراسة سريعه ليستفاد منها خلال موسم حج ١٤٣٩هـ
    خيام منى تحتاج الى ان تكون دورين لكن لابد من تجهيز البنية التحتيه التي تخدم هذا الموضوع لزيادة إعداد الحجاج الي ٣ أضعاف
    وايضاً ماء الشرب المقدم في المشاعر (منى/ عرفه) لابد ان تكون من مصدر نقي وصالح للشرب( ثلاجات تبريد) اما مايستخدم على مر الازمنة السابقه فهي غير صحية وغير أمنه ( ترامس)

  6. الحج ماهو تنظير …. اللي مامارس الاعمال الميدانية واحتك بالحجاج وتلمس احتياجاتهم لايمكن ان يقف على متطلباهم.
    اللي مايعرف للصقر يسويه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button