المقالات

أشكال غريبة في صنعاء

عندما تزور صنعاء اليوم، تجد أنها مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل الانقلاب على الدولة وسيطرة ميليشيات جماعة الحوثي عليها، تكتشف تغييرات كبيرة طرأت عليها في عدة جوانب حتى تظن أنك لست في صنعاء اليمنية العربية الأصيلة، وإنما في مدينة تكاد أن تكون إيرانية، وهنا تعرف لماذا أعلنت إيران سيطرتها على رابع عاصمة عربية واحتفلت عند سقوط صنعاء بيد الحوثيين.

تغيرت مساجد صنعاء واختلف طابعها الديني الروحاني المعهود ، وأصبحت بطابع آخر، مساجد بلا تراويح وأغلبها بلا صلاة قيام، التواشيح تغيرت وأصبحت محلها تواشيخ أخرى ذات همهمة لا تدري ماذا يقال فيها من تسبيح وذكر، أئمة المساجد أصبح أغلبهم ذو عمامة سوداء، يخطب الجمعة بمدح شخصيات إيرانية ويجعلهم بمنزلة الصحابة، رغم أنهم ليسوا صحابة ولا تابعين ولا يسمع بهم اليمنيون إلا اليوم.

هناك أشخاص كنت تعرفهم من قبل، كانوا متزنين وكلامهم هادئ ومنظرهم لائق، ولكنهم هذه الفترة تأثروا بالفكر الإيراني، فتغيرت ملامحهم وأصبحت موحشة، وأصبح كلامهم متشنجًا، عندما تنظر إليهم تستغرب ولا تصدق أن هؤلاء هم الاشخاص الذين كنت تعرفهم قبل سنوات قليلة، فلقد أصبحوا أشكال غريبة اليوم ؟؟!!

في شوارع صنعاء تجد صورًا كبيرة معلقة، تدعي أنها صورة ما يسمى بحجة الإسلام مجد الدين بن محمد المؤيدي، وتم تعليقها بمناسبة مرور تسعة عقود على موته، وأنه ترك آثارًا عظيمة في الأجيال …. فتستغرب وتتساءل ؟
من هو هذا حجة الإسلام مجدالدين المؤيدي ؟ لم تسمع عنه إلا اليوم !!
وأي حجة اسلام يدعون ؟
وأي آثار تركها في الجيل وكل الأجيال ؟
من أين جاءوا بهذه الشخصية إلى اليمن …. إنها شخصية طائفية ذات فكر إيراني يعرفها أتباع إيران ولا يعرفها اليمنيون.

المواطنون العامة في صنعاء، تجدهم صرعى مدوخين، يعانون مر عيش يتجرعوه بسبب الانقلاب وميليشيات الحوثي، يرفعون أنظارهم الخافتة إلى السماء، ينتظرون قدوم الدولة الشرعية والرئيس الشرعي لكي تعود لهم حياتهم الكريمة ويتم إنقاذهم وإنقاذ صنعاء مماهم فيه.

شوارع صنعاء تجدها مكدسة بالقمامة وسخة منتنة، لا تصدق أنك في مدينة توجد بها قيادة دولة كما يدعي الانقلاب الذي يتخذها عاصمة له، فهل قيادة تلك الدولة عجزت عن تنظيف شوارع عاصمتها ؟!
ياليت ذلك الانقلاب ينظف شوارع عاصمته مثلما قام بتنظيف البنك المركزي في صنعاء …. ولكن هكذا قادات الفوضى، ينجحون بالسلب والنهب ولا يهمهم تقديم الخدمات العامة للمواطن لأن ذلك ليس من تخصصهم ولا اختصاصهم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button