وصفا المشقر هنا غير قصر المشقر المعروف بهجر -الأحساء-، فذلك مشهور ومعروف، ولكن صفا المُشقّر هذا مختلف في موقعه، وهو صفا شديد صلب، حجارته من المرو، يقول أبو ذئيب الهذلي يصف نفسه وما يلاقيه من قرع الحوادث:
حتى كأنيّ للحوادث مروةٌ
بصفا المشقّر كل يوم تُقرَعُ
وقد قالوا أيضا: إن صفا المشقر هو في الأحساء مقابل لحصن المشقر.. وقيل أيضاً إنه جبل في بلاد هُذيل . ويقسم الصديق الأديب الدكتور عبدالله المعطاني أنه قد نام القيلولة مراراً تحت هذه الصفاة!! مع أنه قسمٌ فيه دَخَلٌ! فالمعطانيون يحاولون احتواش حتى المواقع التاريخية“!
وهكذا هم الأدباء إذا لم يتوفر لهم علم عمدوا إلى التخمين، وإلا فكيف يقول الأستاذ الناصر أن يمين الدكتور المعطاني فيها دخل، وهو يؤكد أن الدكتور قد نام القيلولة مراراً تحت هذه الصفاة ؟ أليس أهل مكة أدرى بشعابها ؟ ألا يخشى الأديب الناصر أن يكيل له المعطانيون .. الشيخ فهد بن سالم المعطاني شيخ شمل قبائل هذيل وأخوه الدكتور عبدالله وهما من أبرز أدباء الطايف الصاع صاعين ؟
لكن الواضح من لهجة مقاله أنهم أصدقاء وأنهم يتسامحون في قضايا الشعر والجغرافيا بدليل اتهامه العجيب حين قال “إن المعطانيين يحاولون احتواش حتى المواقع التاريخية”.فما الذي إدعوه أو حسب تعبير الأستاذ الناصر أنهم احتوشوه، أم أنها مجرد ثرثرة ودعابة مع الأديبين الكبيرين ، أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟
وقد اختتم الأستاذ الناصر مقالته بقوله “والله أعلم” ، وهذه أصدق كلمة يقولها إنسان، وهي نادرة في عرف الأدباء لأن معظمهم يستعينون بالخيال والتوسع في تقليب الأفكار مثل الخباز في تقليب قرص الخبز حتى ينضج .
وعلى كل حال نحن بانتظار رد الدكتورين فهد وعبدالله المعطاني على الأستاذ عبدالله الناصر ، وهل حقاً كانت قيلولة د. عبدالله مراراً تحت الجبل المشار إليه ؟
السطر الأخير :
قد يدرك المتأنِّي بعض حاجته
وقــــد يكون مع المستعجل الزللُ
وقد تفوت على قوم حوائجهم
مع التراخي وكان الرأي لو عَجِلوا