التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والدولة الشرعية اليمنية التي يقودها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، بذلوا كل الوسائل وسلكوا كل الطرق، وقدموا كل الحلول من أجل أن يتم تسليم محافظة الحديدة من قبل الانقلاب المتمثل بجماعة الحوثي من أجل تجنيب مدينة الحديدة الدمار، وتفعيل ميناء الحديدة بما يفك المعاناة الإنسانية التي سببها سيطرة الحوثي على الميناء الذي استخدمه كمنفذ لوصول الأسلحة المهربة من إيران إليه، والمتاجرة بالمساعدات والمعونات التي تقدمها الدول لليمن، ولكن الحوثي رفض كل الوسائل والحلول وأبى أن يقبل بأي حل.
رفض الحوثي أن يسلم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، وطرح شروطًا تعجيزية.
رفض الحوثي أن يرضخ لأي صلح وتصالح، ويتخلى عن التمرد، ويسلم أسلحته لكي تعود الدولة ويتوقف الحرب ويسود الأمن والاستقرار وتعود الخدمات للمواطن، وتتوقف المواجهات في كل الجبهات ويتوقف إلحاق الدمار في أي محافظة لا زالت تحت سيطرة الحوثي.
وهنا أصبح لا حجة على الشرعية والتحالف في اقتحام مدينة الحديدة، وإنما أصبحت الحجة على الحوثي الذي أصر على تمرده، ورفض كل حلول السلم والسلام.
الحوثي وإيران التي تقف خلفه، هم وحدهم من يتحملون المسؤولية.
يتحملون مسؤولية الدمار الذي سيحصل داخل مدينة الحديدة بسبب أي مواجهات، ويتحملون مسؤولية أي دماء تراق، وأي أضرار تلحق بالمدنيين الذين يستخدمونهم كدروع بشرية، فهم السبب فيما يحدث وما يحصل، ولا لوم على الشرعية والتحالف لأنها قد صبرت كثيرًا وأصبحت اليوم مرغمة لاستعمال القوة وتحرير مدينة الحديدة ومينائها.
تحرير الحديدة أصبح مهمًا من أجل أن يرضخ الحوثي للصلح ويقبل بالتفاوض، ومن أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي تحدث باليمن، وسببها استيلاء الحوثي على ميناء الحديدة، والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية بما يخدم تقوية تمرده ودعم جبهاته.
لا مبررات لأي طرف دولي يريد أن يقف مع الحوثي بما يجعله مسيطرًا على الحديدة ومينائها، حاولت أمريكا ولا زالت تحاول أن تدعم بقاء الحوثي في الحديدة، ولكنها فشلت وأصبح موقفها ضعيفًا لأنها لا تمتلك أي مبررات معقولة ومقبولة تبرر الوقوف مع الانقلاب.
أي طرف سيقف مع الحوثي في الحديدة سيصبح موقفه ضعيفًا، والتحالف والشرعية هم من أصبحوا الآن في موقف قوي ولا حجة عليهم إذا استعملوا القوة العسكرية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها.