انقضى شهر رمضان المبارك وغادر المعتمرون القادمون من داخل المملكة وخارجها مكة المكرمة، وقبل أن تخرج إحصائيات تتحدث عن كمية المياه التي استهلكها المعتمرون طوال شهر رمضان المبارك، وعدد سيارات المعتمرين التي تم حجزها، وعدد المعتمرين التائهين الذين تم إيصالهم لمقار سكنهم؛ إضافة لإحصائية بكمية النفيات التي تم نقلها، وجميعها إحصائيات تتحدث بالأرقام عن الخدمات التي قدمت للمعتمرين من قبل القطاعات الحكومية ذات العلاقة.
والمؤسف أننا اعتدنا الحديث عن الإيجابيات المحققة، وغيّبنا السلبيات والملاحظات المسجلة، والتي تظهر كنتيجة طبيعية لمحدودية الفترة وعدد المعتمرين والمصلين، فقد اعتدنا في كل أخبارنا على الحديث عن الإيجابيات ونجاح الخطط، حتى وإن لم تنجح، واضعين في تقارير الأداء جملة “نجاح لا نظير له”، لذلك نجد أن السلبيات التي سجلت هذا العام هي نفسها التي سجلت العام الماضي والذي قبله.
ولو أن هناك جهة حكومية واحدة اعترفت صراحة بوجود أخطاء أثناء تطبيق الخطة، وطالبت المواطنين بإبداء آرائهم عن خدماتها لوجدنا تطورًا حقيقيًا في أعمال الكثير من القطاعات ذات العلاقة بخدمات المعتمرين.
والإصرار على التكرار لازال ملازمنا وهذا ما نراه متجسدًا أمامنا في خطة سير مرور العاصمة المقدسة أليست هي الخطة التي تم تطبيقها العام الماضي والعام الذي قبله، والتي اعتمدت على حجز سيارات المعتمرين بمواقف الحجز بمداخل مكة المكرمة والرصيفة والزاهر وغيرها، فأين هو الجديد ؟
وإن سألنا أمانة العاصمة المقدسة عن خطتها هذا العام لوجدنا أنها تكاد تكون صورة كربونية من خطة عمل الأمانة العام الماضي، وإن كانت هناك إضافات فإنها تتمثل في زيادة في أعداد القوى العاملة، لكن مراحلها ومساراتها لم تتغير، فحلقة الخضار والفواكه ومعاناة المواطنين بها كماهي لم تتغير، مثلها في ذلك مثل معانتهم في مسلخ الأهالي الذي لا زال بعيدًا عن أعين صحة البيئة ومراقبيها في رمضان وغير رمضان.