لا مجال للمجاملة أوحتى للمدح في الكتابة الصحفية لرئيس الهيئة العامة للرياضة أو لأي مسؤول عموما .. إلا لمن يستحق الثناء والإشادة على عمل متميز قدمه للوطن وأصبح خالدا في ذاكرة المجتمع.. كإنجازات الراحل الوزير غازي القصيبي – يرحمه الله – في مجال الصحة مثلا. وستكون هنا قراءة سريعة للواقع الرياضي العام في المملكة. ومن خلال مشاركات المنتخب السعودي الأول في البطولات الخارجية وخاصة بطولة كأس العالم . وتعد هذه المشاركة الحالية للمنتخب في دولة روسيا المشاركة الخامسة تحديدا وللأسف ليست ببعيدة المستوى عن أغلب المشاركات السابقة فلا أداء مشرف، ولاطموح عال، ولا إنجاز يذكر، أو ذكرى تبقى .. سوى تسابق المنتخبات المنافسة للوصول للمرمي الأخضر بأكبر قدر ممكن من الأهداف ..!
ففي هزيمتنا الأولى أمام روسيا في افتتاح البطولة وبنتيحة قاسية جدا وما أحدثته هذه الخماسية من صدمة قوية على الجماهير الرياضية ..صرح المسؤول الأول عن الرياضة بتحمله لنتائج المباراة كاملة.. وكثقافة في جميع العالم العربي وبطبيعة الحال لا يوجد مسؤول يلقى بالملامة على نفسه وبدلا من أن يقدر المتلقين هذا التغير الجديد لدينا.. انتهزها البعض وحمله كل تبعات المشكلة في رياضتنا الكروية ! ولا أعلم كيف ستكون ردة الفعل لو قال كما قيل في السابق : سنحاسب أي مقصر فى هذه البطولة ؟ بالتأكيد ستختلف الآراء كليا ! وبكل أمانة منذ متى ورياضتنا السعودية تسير بمنهجية مدروسة وبتخطيط استراتيجي طويل المدى ؟ حتى في أفضل مشاركاتنا في كأس العالم 94 م لم تكن سوى بتخطيط قصير جدا على الرغم من الإنجاز المشرف في حينه .. أي أنها خطط وقتية فقط .
إن ما يجب على المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة والشباب القيام به وفي أول خطوات مفترضة هو حل الاتحاد السعودي لكرة القدم ، وحل المنتخب السعودي الأول ، والبدء في إعداد الخطط المستقبلية بعيدة المدى للأجيال القادمة من خلال الدوريات المحلية المعتمدة، ومن خلال الحد من العقود الفلكية للتعاقدات، والتعرف على كل المعوقات الحقيقية والخافية وخاصة في اللاعبين المختارين للمنتخب.. ! فلاعب يكون في قمة مستواه مع ناديه عبر المشاركات المستحقة محليا وخارجيا.. ولايمثل المنتخب ..!! والعكس تماما..كما يتوجب حقيقة إعطاء الإعلام الرياضي الفرصة بالتحدث بكل حرية .. نعم يشكر الرئيس العام أن استطاع إيقاف السخافات القديمة من كتاب معروفين.. ولكن أيضا ينبغى تقبل النقد البناء بأريحية تامة، وأن يكون هناك من يستحق فعلا أن يكون في مقدمة ضيوف البرامج الرياضية طالما يقدم ما يفيد من خبرات عميقة، وآراء صائبة.. لامجرد ثرثرات لا تنفع .. ولعلنا نتفاءل قريبا بالجميل في كرتنا السعودية.