المقالات

الصناعة الرياضية والتجربة اليابانية

أثناء متابعتي للمباريات التي خاضها المنتخب السعودي، وبعد الهزيمة الأخيرة من الأوروغواي التي تأكد معها خروجنا من هذه البطولة، شدني وجود مشكلة أزلية يعاني منها اللاعب السعودي بصفة عامة خصوصًا في محفل عالمي مثل بطولة كأس العالم حينما يقارع منتخبات تعتمد في المقام الأول على البنية الجسمانية للاعب والإعداد البدني، تتمثل في هشاشة اللاعب وضعف بنيته الجسمانية عند الالتحام إضافة إلى تهاون البعض وتدني مستوى الآخر، رغم ماتجده رياضتنا حاليًا من اهتمام وحرص ومتابعة لم يسبق لها مثيل من قبل القيادة ..
منتخبات شرق آسيا وتحديدًا اليابان عانت من ذات الأمر، رغم امتلاكهم لعنصر السرعة، وسرعان ماتنبهت لذلك الأمر، وسارعت في إعداد خطة لتحويل مسار الرياضة من مجرد هواية إلى صناعة تدر المال بدلًا من أن تكون ذات عبأ مالي يثقل كاهل ميزانية الدولة.
الحلم الياباني نجح بالعمل والصمت وفق خطة مدروسة طويلة الأمد امتدت إلى حوالي عشرين عامًا.
اليوم تحتل اليابان المرتبة السادسة عالميًا من حيث الحضور الجماهيري بعد ألمانيا وإنجلترا وأسبانيا وفرنسا وهولندا.
إيرادات الأندية في الدرجة الأولى تبلغ حوالي ٢٢ مليون دولار سنويًا لكل نادِ.
حوالي ١٠ مليون دولار هي حصة كل نادٍ من أندية الدرجة الأولى من خلال التذاكر.
٦٠٠ مليون دولار قيمة العوائد المالية التي تدرها صناعة كرة القدم في اليابان.
أرقام قد تبدو للوهلة الأولى فلكية، ولكن من خلال العمل يمكن تحويل الحلم إلى حقيقة ..
تتلخص أبرز المشاكل التي تعاني منها رياضتنا في عدم التزام اللاعب السعودي بتطبيق مفهوم الاحتراف من حيث اهتمامه الذاتي بمأكله ومشربه وتنظيم وقت نومه والعمل على تطوير إمكانياته، إلخ ..
طُبِق الاحتراف ذلك صحيح، ولكن من وجهة نظري أرى أن يتم دراسة لائحة الاحتراف من جديد بما يضمن انضباطية اللاعب والمحافظة على حقوق النادي المادية في حالة تدني وهبوط اللاعب المحترف.
إضافة إلى ضرورة تعاون الجهات الرسمية نحو تطوير الرياضة من خلال المناهج، وإنشاء أندية خاصة بالأحياء تستوعب الكفاءات والطاقات المهدرة ..
مرحلة انتقالية وطفرة تمر بها الرياضة السعودية، قد لاحت بالأفق بوادرها من خلال تخصيص ميزانية ضخمة لأول مرة في تاريخ الرياضة نحو السعودية لايجب الحكم عليها مبكرًا، فالفشل له عوامل متعددة يصعب سردها، ولكن المهم أنها تراكمية والأهم أنه مازال الوقت مبكرًا جدًا للحكم عليها، والمطلوب هو تكاتف الجميع نحو الارتقاء بالرياضة السعودية إلى مصاف العالمية ..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button