عبدالله غريب

برنامج الحصن وطواريء مستشفى الملك فهد بالباحة ( 2 )

كنا قد تحدثنا في الأسبوع الفارط عن مدخل الطواريء بمستشفى الملك فهد بالباحة وقارناه ببرنامج أو لعبة الحصن اليابانية بحثا عن الكنز واليوم نواصل الحديث لنضع المسؤول أمام واجبه تجاه تغيير الوضع الذي أقل ما يقال عنه أنه عبث في المخطط الرئيس للمدخل ابتداء وانتهاء الذي كان يجب تطويره للأفضل وليس للأسوأ كما هو عليه الآن ووضعنا الحلول التي يمكن أن تحل مشكلة التحويص والاختناق الذي يشهده المدخل من بدايته وحتى المدخل الرئيسي للطواريء التي تستقبل المرضى .

أحد المراجعين ذات مرة وأنا موجود في طواريء الأطفال والنساء تضجر من عملية دخول مريضته تتوكأ على كتفه حتى وصلت منطقة التوزيع بين الأطفال والنساء عندما شبه المكان من خلال غرفه الضيقة الكثيرة والمسار الضيق الذي لا يتسع لأكثر من شخص يمر منه بأنه أشبه بغرف المتاهة في برنامج الحصن أو غرف المندي من حيث الشكل والسعة وسوء النظافة وسوء التنفيذ والأسطح المهترئة والتكييف السيء والستائر المتسخة العادية الداخلية في مناطق الكشف على المريضات فضلا عن أنه كان في طواريء الأطفال يوجود طفلان فقط يصرخان من شدة البكاء المتواصل وقد عم المكان الضجيج والمرافقون من الرجال واقفون لا يوجد مكان للانتظار والطبيبات من بلد عربي يفتقرن للخبرة مع بطء شديد في استقبال الحالات لا يجدن دورهن في هذه المساحة الضيقة كما لا يفرقن بين الحالات الحرجة والعادية بسبب ضيق المكان فيما كانت النقاشات حامية بين المرافقين لسوء ما يرون وفوق هذا فإن السكورتيات يمنعن دخول المرافق مع مريضته بطريقة عجيبة بحجة أن القسم نساء مع أن هناك أطباء رجال داخل القسم .

ملاحظات عامة لا تقل أهميتها عن أهمية الطواريء :
يظهر من خلال الأداء عدم وجود كوادر طبية وتمريضية كافية لاستقبال وعلاج الحالات وخاصة في المواسم كما هو الوضع في الصيف واكتظاظ المنطقة بالسياح كما أن نتائج التحاليل وقراءة الأشعة تتأخر بالساعات ولا يوجد موظفون يرشدون المرضى ومرافقيهم كما لا يوجد لوحات ارشادية في كثير من المواقع ويلاحظ ضعف الإنارة في مواقف السيارات في البرج وسوء حالة المصاعد ووجود بعض المستودعات في المواقف مع عدم وجود وسائل سلامة ينذر بما لا تحمد عقباه .

يلاحظ كثرة المباني وتعدد الأدوار كما هو البرج الذي لم يستفاد لأكثر من أربعة أدوار من بين ثمانية أدوار إلا أنها لم ترتفع السعة السريرية ولم يتم استغلال هذه المباني لصالح المرضى بقدر ما استغلت لصالح مكاتب الموظفين والإداريين والأطباء والممرضين من الجنسين إذ بعض المرضى يتنوم في الطواريء يوم أو أكثر لعدم وجود أسرة وأحيانا يتم تحويلهم لمستشفى بالجرشي العام كما لوحظ إغلاق أقسام النساء والولادة بحجة التطوير ولم يتم التعويض بموقع آخر مع أن هذا المشروع قد يمتد لأشهر قد تصل لعام في ظل سوء المؤسسات المنفذة .

المصاعد متهالكة في البرج وضيقة ولم تتم صيانتها والمرضى يعانون من الوصول للعيادات خاصة كبار السن منهم والمواعيد بالأشهر وبعض الأقسام وخاصة الجراحة لا يوجد بها طبيبات مما يضطر الكثير للذهاب للمستوصفات الأهلية ومبنى الكلى متوقف من سنوات وكثرة الإنشاءات بدون خارطة طريق واضحة الهدف أصبح سمة المستشفى دون انتهاء كل مشروع في حينه والإستفادة منه لما بني من أجله ولعل البرج أكبر دليل حيث أبوابه لا تستوعب دخول الأسرة وكثير من المواصفات تم تغييرها كالبلاط مثلا ووسائل السلامة والإرشاد والتكييف .

وفي الختام فإنه كان هناك مجلس برئاسة مدير عام الشؤون الصحية وعضوية مدير المستشفى ومدير الجودة وبعض المواطنين وكنا نعمل فيه بما يرضي الله وتم إاغفاله بعد أن تحقق الهدف الذي كان خافيا علينا المتمثل في حصول المستشفى على شهادة الآيزو وبعد الحصول عليها تم تجاهل المجلس وحتى تأريخه دون سابق إنذار أو حتى اعتذار رغم ما قدم من جهود في تحسين بيئة العمل وجلب داعمين وعلى رأسهم الشيخ سعيد العنقري الذي عرضت عليه وهو أحد أعضاء المجلس أن يبنى مسجد المستشفى بعد استغلال موقع السابق لمركز الكلى المتوقف ولم يكرم هذا الداعم رغم طلبي عند افتتاحه .

تلويحة وداع :
أتمنى أن يتسع صدر مدير المستشفى لهذه الملاحظات والعمل على إصلاح ما يستطيع لعلنا نرى ما يعيد الأمور إلى نصابها لصالح المرضى ومرافقيهم في هذا الصرح الطبي الذي يعتبر الأول والأخير في ظل وجود مستشفيات في كل محافظة محسوبة على المنطقة عددا تصل إلى عشرة فيما التعويل على اثنين منها هذا أهمها .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button