ترتيب الأولويات لابد أن تكون مبنية على خطط مستقبلية بعيدة المدى تحاكي التطور الرياضي الحاصل على مستوى العالم، وأن تكون أيضًا خالية من أهداف وقتية كفكرة الوصول لتصفيات لكأس العالم القادمة فقط، ففكرة الوصول (للمونديال) ليس بالأمر الصعب أو أنه حلم الرياضي السعودي العاشق لكرة القدم ومبتغاه، إنما هي خطوة لما هو أبعد من منجز الوصول لتلك التصفيات.
”فطموح جُل الجماهير السعودية أبعد من فكرة الوصول والمستوى المشرف في مباريات كأس العالم، إنما طموحهم بمنتخب قوي في استطاعته مقارعة المنتخبات ذات السجل العالمي، منتخب يحمل في طيات سجله المنجزات على مستوى البطولة وليس المستوى المشرف فقط.
٬
ومن ضمن تلك الأولويات اتباع التجارب الناجحة لدول كانت في مصاف الدول المتأخرة رياضيًا٬ وأصبحت الآن في الريادة العالمية، وأيضًا معرفة أين نحن في خارطة الكرة العالمية وكيف هي إمكانيات اللاعب السعودي وإلى أين وصل في النمو الرياضي، فاللاعب السعودي ينقصه الكثير لجل يُقارن باللاعب الذي يلعب في دوريات الأوروبية.
ففي هذه المرحلة لابد من نهوض الكرة السعودية٬ وأن نرفع من سقف الطموح والخروج من دوامة الوصول فقط، لابد على كل مسؤول رياضي مختص بكرة القدم بتحديد المضي قدمًا نحو الإنجاز الذي لم يحقق في تاريخ الكرة السعودية وليس الطموح تكرار الإنجاز الذي حُقق من قبل.
(كما يفترض منهم السعي والعمل وراء ارتقاء منهجية ومنظومة كرة القدم في بلدنا).
فما شاهدناه في تصفيات كأس العالم (روسيا 2018) تجربة سعودية لم تنجح ولم ترضِ شغف المشجع السعودي، بل العكس تمامًا كانت مخيبة للآمال برغم من الدعم الحكومي والإعلامي والجماهيري غير المستغرب، كنا نطمح بأكثر من ذلك كنا نطمح للوصول لمراحل أبعد من الدور الأول لكن شاءت الأقدار كالمعتاد الخروج المخيب من الدور الأول، فالآن على الاتحاد السعودي لكرة القدم ترتيب الأوراق٬ ووضع الخطط المستقبلية(الحقيقية) للنهوض والتطور في كرة القدم، فنحن نمتلك الخامة الجيدة التي تستطيع احتذاء ذلك التطور.
همسة:
زرع الروح فقط في اللاعب السعودي يعد مطلبًا أساسيًا للفوز، لكن ليس المعتمد الأساسي للفوز، فالإنجاز في عالم المستديرة يحتاج لفكر والبدء من حيث انتهى الآخرون، وليس فقط بزرع الروح مع يقيني بأن الروح شرط أساسي للمنجز وإنما ليس هي كل الشروط.
