تهدف التكنولوجيا إلى تسهيل حياتنا. وتعد الاتصالات والمعاملات الإلكترونية أدوات رائعة لمساعدة مزودي الخدمات في تقديم الكثير من الخدمات بأقل قدرٍ من التكلفة والجهد. فباستخدام أجهزة الكمبيوتر، والروبوتات، والاتصالات السريعة ، يمكن للموظفين المدربين تدريبًا عاليًا في مكتب صغير أن يخدموا جمهورًا كبيرًا بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة.
فعلى سبيل المثال، يمكن للعملاء خفض النفقات والوقت والجهد عن طريق الدخول إلى حساباتهم في البنوك، وهم في مكاتبهم أو منازلهم أو عبر هواتفهم الذكية، لتحويل الأموال ودفع الفواتير ومراجعة المصروفات والإيداعات. ولم تعد هناك حاجة لسباق الوقت ومصارعة حركة المرور للوصول إلى فرع البنك قبل ساعات الإغلاق، وملء النماذج والوقوف في طوابير طويلة، لمجرد الإيداع أو السحب. يمكنك القيام بكل ذلك وأكثر في يسر وراحة، وعلى مدار الساعة، من خلال أقرب جهاز صراف آلي.
كانت البيروقراطية الحكومية بطيئة في اللحاق بالقطاع الخاص. وعندما لحقت بالركب في نهاية المطاف، اكتملت الدائرة لحياة عصرية مريحة ومنتجة. الآن، يمكنك إدارة وقتك وطاقتك بطرق لم تكن ممكنة من قبل. وفيما يلي مثالًا لما يعنيه الحصول على خدمات حكومية إلكترونية ذكية.
مؤخرًا، استقبلت رسالة بريد إلكتروني من وزارة الداخلية مع استبيان حول مدى رضاي عن خدماتها الإلكترونية. وقبل ذلك بأسبوع، تلقيت رسالة نصية أبلغتني أنه تم استلام طلبي في “مركز الاستقبال والخدمات الإلكترونية” بجدة. ولاحقًا، وصلت رسالة ثانية لتعلمني أن ملفي قد وصل إلى وزارة الداخلية في الرياض. وأعطتني رقم المعاملة، وكيفية متابعتها على موقع الوزارة أو الرقم المجاني.
الحكومة الإلكترونية كانت حلمًا منذ إطلاقها في البلدان المتقدمة قبل عقدين. واليوم نتمتع بواقع هذا الحلم في العديد من التطبيقات بالقطاعين الحكومي والخاص. ولكن تجربتي تشير إلى أن الأسرع مبادرة ونطاقًا حتى الآن وزارة الداخلية.
مكتب الاستقبال في جدة أنموذجًا جيدًا على ذلك، إذ يحتل موقعًا استراتيجيًا على طريق الملك، وتصميمه أقرب إلى البنوك منه إلى المكاتب الحكومية، مع مساحات مفتوحة وإطلالة زجاجية على الخط السريع. الازدحام صفري في الخارج والداخل، وموظفو الاستقبال مدربون جيدًا للتعامل مع كافة الطلبات. والكامل منها يتم تسجيله فورًا في النظام، وتسلم بطاقة تشرح كيفية تتبع المعاملة عبر موقع الوزارة أو الاتصال بالرقم المجاني.
في الزيارة الأولى أبلغت بالوثائق المطلوبة، وفي الزيارة الثانية سلمتها وكنت في طريقي إلى الباب خلال عشر دقائق. لم أحتج لواسطة ولا معرفة مسبقة بأي شخص. لقد كانت تجربة مذهلة حتى بمقاييس القطاع الخاص.
وهناك العديد من الخدمات التي كانت تستغرق أيامًا طويلة بكل سهولة عبر الإنترنت والهاتف ومكائن الخدمة الذاتية، ومن خلال مكاتب تعمل نهارًا وليلًا في مواقع استراتيجية بالأسواق العامة.
شكرا صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية لهذا النموذج الراقي. وشكرا للرؤية السعودية 2030 التي وضعت الحكومة الإلكترونية هدفًا رئيسيا. والأمل أن تلحق بقية الوزارات بهذا النموذج المثالي فتقدم لنا خدمات عالية الجودة، باستخدام أحدث أساليب وتقنيات الاتصال وخدمة العملاء.
يمكنكم التواصل مع الكاتب عبر:
البريد الإلكتروني: kbatarfi@gmail.com
تويتر: @kbatarfi