أحمد حلبي

إساءة لتاريخ أحياء مكة القديمة

في اجتماعها الذي عقد الأسبوع الماضي وافقت لجنة التسمية والترقيم بأمانة العاصمة المقدسة على “إقرار أسماء لمخططات ولي العهد واستخدام أسماء الأحياء القديمة التي تم إزالتها في توسعة الحرم المكي الشريف”، وهنا أقف متحدثًا مع بعض أعضاء اللجنة خاصةً المؤرخين منهم والجغرافيين قائلًا: ماذا سيقال لو إن باحثًا كلف بإعداد بحث عن حي شعب عامر أو شعب علي، أيقال إنه يقع في مخطط ولي العهد ؟
أم يقال إنه كان يقع بالقرب من الحرم المكي الشريف ؟
وفي القولان خطأ مهم وضع المجيب من مبررات، لأن موقع الشعيبين لم يكونوا بعيدين عن الحرم المكي الشريف.

أما أن ارتأت اللجنة بعدم ذكر الشعيبين، واكتفت بذكر بعض الأحياء وأوردت من بين الأحياء السكنية القديمة كسوق الليل مثلًا فإنها تكون قد أعادت الخطأ نفسه، وأوقعت الجميع في حيرة بين مراجع تاريخ مكة المكرمة المعتمدة منذ مئات السنين، وبين ما سطرته لجنة التسمية من قرارات، خاصة وأن لسوق الليل تاريخًا مرتبطًا منذ القدم ” يقول الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى: إن هذا السوق كان يسمى الحي الذي يوجد فيه باسمه، ويوجد فيه المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو موقع مكتبة مكة المكرمة حاليا، كما يوجد فيه الموقع المعروف حتى عهد قريب بمقراة الفاتحة، وكان في الحي مسجد تاريخي بني قبل مئات السنين”.
فهل ترى اللجنة إلغاء كل هذا وإعادة سوق ليل جديد ؟
وإن ارتأت اللجنة إطلاق اسم “السليمانية” فإنها تكون قد أخطأت جغرافيًا فالثابت أن جبل السليمانية يطل على مقبرة المعلاة من الجهة الغربية، فهل يقال إن هناك جبلًا وهنا أرض ؟
لابد من الاعتراف بأن الأحياء القديمة قد أزيلت ولا يمكن أن تعاد مهما وضعت الأمانة من خطط وبرامج لإعادتها، وأن إعادة التسمية في مواقع حديثة يعني تشويه للتاريخ وإساءة لتاريخ مكة المكرمة العريق، وليس حفاظًا عليها كما يدعي البعض، فما كسر لا يمكن أن يعاد.

Related Articles

2 Comments

  1. لماذ استاذي الكريم تطرقت للكل ولم تحوم حول ارجاع ريع الهذليين لمسماه الحقيقي ام ان مسماه بريع بخش يروق لك هههه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button