يا سلام سلم على الدولة التركية الأردوغانية !!
تخرج في مدنها مظاهرات لدعم وتأييد أداة إيران جماعة الحوثي في اليمن، وتهاجم المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي الذي تواجه مشروع إيران الفارسي في اليمن المتمثل في الانقلاب على الدولة.
مظاهرات تخرج في تركيا، ترفع صور عبدالملك الحوثي، لتدعمه أمام المجتمع الدولي والعالم وتظهره بالمظلوم وصاحب الموقف الصائب، وتهاجم السعودية وتريد إظهار صورتها بالدولة العدوانية والمعتدية.
وهنا يتضح الهدف التركي وهو:
– تأييد الانقلاب على الدولة في اليمن والوقوف معه، ومحاربة مشروع الدولة الشرعية والوقوف ضد استعادتها، وهذا ما يعني وقوف تركيا ضد مصلحة كل اليمنيين.
– وقوف تركيا ضد السعودية التي تقود مشروع تحرير اليمن من الانقلاب ومساندة الدولة، وهذا ما يعني وقوف تركيا ضد كل من يقف مع اليمن.
– عداء تركيا للمملكة، وهذا ما يعني وقوف تركيا مع المشروع الإيراني الفارسي، ووقوفها ضد أي مشروع عربي، بل وقوفها ضد حرمة المقدسات الإسلامية وضد أي مشروع إسلامي وسطي سني، ووقوفها أيضًا ضد الأمن القومي والاستقرار في الجزيرة العربية.
سقط القناع، وانكشف الحجاب، وأزيح الستار عن الوجه الحقيقي لتركيا، واتضحت الحقيقة أمام كل العرب وكل المسلمين عن العداء والحقد الذي تحمله تركيا ضد السعودية وضد الوطن العربي.
أرادت تركيا من هذه المظاهرات أن تستبق الحذر العالمي بشأن إيران، فاتجهت نحو صنع أحداث تعقد الأمر، وهذه المظاهرات بداية وتمهيد لأحداث قادمة سيتم تنفيذها بتنسيق وتعاون وشراكة ثلاثية بين مثلث الشر المتمثل بإيران وقطر وتركيا.
دشنت تركيا مرحلتها الجديدة بعد فوز أردوغان وانتقالها من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، بالخروج في مظاهرات تدعم جماعة الحوثي وتهاجم المملكة العربية السعودية !!
لتكشف للعالم العربي والإسلامي عن نواياها ومخططاتها ومؤامراتها، ومن تحارب ومن تستهدف.
أنا شخصيًا لم أكن أستبعد ذلك وكنا أتوقعه من البداية، ففي بداية الحرب في اليمن، كنت أجد موقف تركيا موقفًا سلبيًا ومراوغًا، لم أجد تركيا تقف في صف اليمن بشكل جدي، ولم أجد لها مساعدات في الجانب الإنساني ولا في الجانب العسكري والاقتصادي للشرعية والتحالف العربي.
بل إن تركيا سعت لاستغلال هذه الحرب فيما يخدمها ويضعف المملكة العربية السعودية، من خلال قيام أدواتها كجماعة الإخوان حزب الإصلاح بالترويج ودعم الاستثمار والسياحة في تركيا، استغلال الدعم المقدم من المملكة والتوجه نحو تركيا لاستثماره والنزهة والسياحة.
المملكة تستقبل وتأوي وتدعم وتمنح الراتب والإكراميات و… و… و… إلخ، ويتم منحه لتركيا عبر مشاريع استثمارية ورحلات ونزهات وترفيه، وهذا ما يشجع ويدعم الجانب الاقتصادي والسياحي لتركيا على حساب المملكة.
المملكة تعطي وتركيا تستلم.
السعودية تخسر وتركيا تربح.
وفوق هذا تقوم أدوات تركيا في اليمن بشتم المملكة ومحمد بن سلمان والثناء على تركيا وأردوغان وحزب العدالة والتنمية.
يشتمون المملكة وقيادتها التي تسعى لتحرير اليمن، وتحارب الانقلاب، وتقدم أكبر التضحيات وأكثر المساعدات لليمن واليمنيين، ويمدحون اردوغان وحزبه وتركيا التي لم تقدم لليمن أي جميل ولم تصنع أي معروف، بل تحارب اليمن وتدعم المشاريع التي تقف ضد مصلحة اليمنيين وأمنهم واستقرارهم وحريتهم وكرامتهم ودولتهم.
لم يكن الموقف التركي اليوم المؤيد لإيران والمحارب للمملكة العربية السعودية، بموقف جديد لتركيا، ولكنه انتقل لمرحلة جديدة من الاستمرار والمواصلة، أي أنه انتقل من مرحلة التخفي إلى مرحلة العلن، ومنذ اندلاع الحرب في اليمن بين الانقلاب والشرعية وبين مشروع إيران والتحالف العربي، انتقلت تركيا بين ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى: حاولت تركيا أن تظهر عداءها لإيران ووقوفها مع المملكة العربية السعودية، وهي في الباطن تخدم إيران وتحارب المملكة، حيث إنها سعت لمحاربة التحالف العربي والدولة الشرعية من الداخل، وهذا هو حال قطر في البداية عندما كانت تشارك في التحالف العربي لتخدم الانقلاب وإيران وتطعن التحالف والشرعية من الداخل، ولما انكشفت قطر انكشفت تركيا معها.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة متوسطة تم فيها إظهار وقوف تركيا ضد الشرعية والمملكة من خلال وقوفها مع قطر، وهذه المرحلة وقفت تركيا مع قطر بشكل معلن وبقي موقفها مع إيران بشكل غير ظاهر، رغم أن قطر صار موقفها ظاهرًا وواضحًا مع إيران، وهي مرحلة أرادت تركيا تستخدم فيها عددًا من المغالطات والمبررات، إلا أن الأمر أصبح واضحًا، فمن يقف مع قطر التي تقف مع إيران يعتبر واقفًا مع إيران ضد السعودية وضد الدولة الشرعية في اليمن.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي اتضحت في وضح النهار عن وقوف تركيا مع إيران ضد السعودية، وما المظاهرات التي خرجت في تركيا لدعم جماعة الحوثي ومهاجمة المملكة العربية السعودية، إلا دليل واضح على تحالف إيراني قطري تركي ذو مخطط واحد لمحاربة السعودية ومن تقف معه في المنطقة العربية أو يقف معها.