عبدالله غريب

الإنتهازية ومعتننقوها !!

للانتهازية صور متعددة بعد أن كانت بصورة واحدة في زمن لم يكن هناك لهاث خلف الظهور على حساب الآخرين إذ كانت محصورة في فئة من الناس فيما نراها اليوم وقد تغلغلت في قلوب الكثير ممن يستعذب تضخيم الذات وتمدد الأنا في مجالات العمل وخارج العمل متى أتيحت الفرصة لمعتنقي الانتهازية فإنهم يظهرون على حقيقتهم فيطلقون الكذبة تلو الكذبة ويختمون عليها بأختام التصديق بتسويقها مع الأدلة المصطنعة ليؤكدوا للمستمع صدق كذبتهم فيصدقونها بعدهم مباشرة .
الإنتهازي يخلق حوله هالة من الأضواء من خلال ما يدلي به من معلومات حول كثير من القضايا وخاصة في مجال العمل الرسمي أو التطوعي ويتخذ من البعض السذج منصات إطلاق لما يعطي من معلومات لينشرونها في المجتمع في بيئة العمل أو البيئة الاجتماعية وعندما أحد يسأله لا يتورع ولا يتحفظ بهز الرأس ويطلق بعض الجمل التي تعطيالدلالة على أنه لا يريد الحديث عن نفسه بقدر ما ينتظر تقييم جهوده عن طريق الناس وهو يقصد زبانيته الذين أرسلهم ليمتدحونه ويعطون أدلة على جهوده التي بذلها وهم يعلمون أنه و أنهم كاذبون .

يقال أن الانتهازي له علامات تظهر عليه في امجالس وفي الاجتماعات في العمل ومنها أنه يقاطع المتحدثين كثيرا وأنه كثير الحديث عن نفسه ومثير النقد للآخرين في غيابهم وكثير السطو على منجزات الآخرين يستغل الفرص ولا يستحي أن ينسبها لنفسه ويلبسها ثوب التقية بالأدلة المصطنعة المتباينة بين جلسة وأخرى ويربطها باليمين حتى يسهل تمريرها على المستمعين له وكثير الإدعاء وهو الأقرب للإمعات مع فارق الأسلوب والإدعاء لأنه يستثمر الإيجابيات فقط ولا يقرب من السلبيات لأنه ينزه نفسه كثيرا

.
الانتهازي قليل الإستماع لأنه مشغول بالحديث عن نفسه وإنجازاته التي جيرها عن غيره وتبنى نتائجها الإيجابية فقط واستعراض قدراته الخارقة في حل المشكلات حتى لو أنه واقع في أتونها وغاطس في أوحالها فقد يلبسها لباس التغاضي ليوهم الآخرين بأنه صاحب مباديء لا تعيق مسيرته نحو حل مشاكل الآخرين غير آبه بالعواقب على غيره لأنه يحترف نفضها عن كاهله ورمي غيره بتهمتها وهناك انتهازيون يتبنون القرارات الصائبة بعد ظهورها بالقول سبق وأن قلت كذا وكذا واليوم ترون قولي قد تحقق ويجد من يسمع له ويؤكد كلامه وينشره ويذيعه وهذا أسوأ صنف في الانتهازيين لأنه ينسب لنفسه كل قرار بعد صدوره من جهات الاختصاص ليخفي تناقضه تحت عباءة الغباء المتأصل في تفكيره .

الإنتهازي أكثر شخص يستغل الفرص متى ما سنحت له ويتبنى الإنجازات وهو كثير التجني والاعتداء على ملكية الأفكار وكثير الجحود والنكران للمعروف همه هم نفسه وكيف يقدمها لو بقرابين من كدح واجتهاد الآخرين لا يهمه من قال ومن فعل لأنه يحيط نفسه بسياج من المنافقين الذين علمهم كيف يسوقون نفاقه الأكبر وبالتالي تجده لا يخجل حتى لو أوقفته عند حده تجده يفتح حدودا أخرى يتسلل منها لينفث مايرى لتحقيق مصالحه التي بناها على حساب الآخرين من باب إشباع رغبته بتبني الدهاء والحيلة والمكر والخديعة انطلاقا من نظرية ” توماس هويز ” صاحب المدرسة النفعية التي صور فيها الإنسان كالذئب يتربص بأخيه ليفتك به ولا يبالي الأهم أنه يبرز هو وما وراه الطوفان من باب البقاء لللأقوى وليس بالضرورة للأصلح وهؤلاء الانتهازيون يجيدون الطعن في الآخرين في غيابهم ويحاولون التقليل من شأنهم بل ويجيدون الغيبة والنميمة لدى الرؤساء في العمل من باب الوصول لأهدافهم حتى لو على حساب أذية زملائهم وينسبون النجاحات لهم وعدم تحققها لغيرهم دون وازع ديني ولا يقظة ضمير ولا خوف من الله ولا حياء من المجتمع

.
تلويحة وداع :
المسؤول الذي ينسب كل إنجاز من سبقه لنفسه يمارس الانتهازية مع سبق الإصرار والترصد لا يملك الشجاعة الأدبية ويعترف بمنجزات من سبقه ويبدأ من حيث بدأ العمل والأسوأ أن يرمي بتهم السلبيات على من كان قبله وينسب الإيجابيات لإدارته !!!!

Related Articles

One Comment

  1. تسلم يمينك يادكتور ومقالاتك كلها هادفه ومفيده بارك الله فيك ومتعك بالصحه والعافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button