لست مع أي فساد داخل الشرعية، ودائمًا أكتب منتقدًا الفساد والفاسدين، ولكنني ضد الحملة التي تستهدف رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وتصوره بهذا الشكل، وكما هو معروف أن الحملة بدأت بشنها مواقع تابعة لحزب الإصلاح وتفاعل معها قواعد الحزب بشكلٍ كبير، وكانت الحملة مؤقتة ومدروسة، ولم يكن هدفها محاربة ابن دغر لأنه لديه جوانب سلبية، ولكن على ما يبدو أن هناك الدفاع على مصالح لمن يقفون وراء الحملة، وسعوا لتأجيج الوضع من خلال إثارة صراع مناطقي شمالي جنوبي، وأيضًا أرادوا خلق صراع بين طرفين يتمثل الأول بأصحاب ثورة 11 فبراير والثاني بغير أصحاب تلك الثورة، والحقيقة أن الجنوب والشمال أبرياء من هذه الحملة، وثورة فبراير بريئة أيضًا.
كنت إذا انتقدت أي فساد داخل الشرعية، اتهموني بمن يشنون الحملة على ابن دغر اليوم بأنني مدسوس وحوثي وعفاشي وغير ذلك، واليوم أقول لأصحاب تلك الحملة أن هجومكم على ابن دغر بهذه الصورة يخدم المشروع الانفصالي الذي يسعى للتصعيد في الجنوب ومحاربة الدولة الشرعية.
والجانب الآخر أن ابن دغر ليس الحكومة وحده، ولكن الحكومة عدة مكونات وأنتم يشنون الحملة يحظون بنصيب الأسد في كل مرافق الدولة.
الفساد موجود في كل المرافق الحكومية التي يديرها المؤتمريون والإصلاحيون والجنوبيون والشماليون، وكان الأحرى أن تتحدثوا عن فساد شامل وليس الفساد الشخصي المتمثل بابن دغر، وكان المفترض أن تقدموا الاقتراحات التي تتضمن حلولًا تحارب الفساد وتقضي عليه بطريقة قانونية وإنشاء عدة مؤسسات واستخدام عدة وسائل تحارب الفساد.
التعيينات لم تكن مناطقية فقط، بل هي حزبية، والتعامل بالمناطقية متورط فيه عدة قيادات بما فيها قيادات إصلاحية تتعامل بمناطقية وحزبية أيضًا.
إذا كان يوجد تعامل مناطقي في الجنوب فهناك تعامل حزبي في مأرب، إيرادات مأرب تذهب أكثرها لدعم عناصر حزب الإصلاح وإعلاميه بشكل خاص وسري، حتى إن بعض المفسبكين الإصلاحيين صرفت له سيارة ضخمة وحصل على رتبة عقيد ولديه ما يزيد على ثلاثة اعتمادات وحصوله على مزايا كبيرة، بينما أي إعلامي شمالي ليس إصلاحيًا لم ينقذه ولن يلتفت إليه أحد.
إذا كان هناك تعامل مناطقي في الجنوب، فإن هناك تعامل حزبي في مأرب حتى أصبح متساويًا مع جماعة الحوثي، فمن كان إصلاحيًا يعتبر قنديلًا ومن لم يكن إصلاحيًا يعتبر زنبيلًا.
ابن دغر ليس ملكًا معصومًا، وإذا كان له فهي أخطاء ليست بالشكل الذي يدعيها أصحاب تلك الحملة، وإذا أردنا انتقاد أخطاء أي شخص فعلينا انتقادها بعقلانية وواقعية ولا نغفل عن إيجابياته ونصوره سيئًا بشكل كامل وشامل، لابن دغر إيجابيات كثيرة وحقق تقدمًا للأحسن والأفضل للدولة الشرعية في الجنوب.
ويجب أن نقف مع ابن دغر لتجاوز الأخطاء والتقدم الإيجابي المستمر.
مطالبة الناشطون الجنوبيون بتوريد إيرادات مأرب للبنك المركزي في عدن يعد مطلبًا إيجابيًا وقانونيْا، ويجب أن لا ننزعج من هذا المطلب ونشن حملة ضد كل الجنوبيين ونستهدف رئيس الحكومة ورئيس الدولة ونتهمهم بالمناطقية، ولكن يجب أن تقوم مأرب بتوريد إيراداتها لعدن، وتقوم عدن والحكومة الشرعية والدولة بحماية تلك الإيرادات وصرف الموازنة التشغيلية لمأرب وصرف المرتبات الشهرية.
خطأ ابن دغر ليس مناطقيًا يا إصلاحيون، ولكنه حزبي.
المفروض على ابن دغر أن يتعامل تعاملًا حزبيًا كتعاملكم.
الإصلاح حزب منظم ويهتم بكل كوادره وأعضائه ومكن أغلبية كوادره في الدولة ورعاهم رعاية شاملة.
ولكن قيادة مؤتمر الشرعية وابن دغر أحدهم، لم يهتموا لكوادرهم ويفتحون باب التواصل والحصر للجميع، بل اهتموا بشلل معينة، وإذا كان هناك من اهتمام ببعض الكوادر فهي كوادر محدودة، بل إن هناك اقتراف خطأ كخطأ الرئيس السابق في التعامل الحزبي، دعم وتعيين الشخصيات الفاسدة والمشايخ والباحثين عن المناصب، وتجاهل الشرفاء وأصحاب التضحيات والوطنيين المنتمين لمؤتمر الشرعية.
يجب أن يعلم الجميع أن العمل على معيار المحسوبية لن يبني دولة، يجب أن لا نهتم بمناطقية التعيينات وتعداد مراكز الشمال ومراكز الجنوب داخل الدولة، بل يجب أن ننظر إلى كفاءة الشخصية ونجاحها، فالدولة الناجحة تحتاج لمسؤول ناجح وليس لمسؤول من منطقة معينة.
لا يهمنا كون المسؤول شماليًا أو جنوبيًا بقدر ما يهمنا أن يكونوا ناجحين.
لا يهمنا إن كان عدد الوزراء الشماليين قليلًا بقدر ما يهمنا أن يكونوا ناجحين، وتم تعيينهم على أساس أنهم كفاءات ويمتلكون رصيدا وطنيا وأصحاب تضحيات، وليس على أساس أنهم من الشمال أو لأنهم كانوا قيادات سابقة توالي جهات أخرى، وتم استقطابهم ومراضاتهم لأنهم من المؤلفة قلوبهم.
إذا كان هناك تعامل مناطقي في الجنوب فهو مرفوض، ولكن يجب أن نرفض التعامل الحزبي في مأرب الشمالية.
لا تسعوا لإثارة المناطقية، فهذا خطأ محسوب عليكم، ولكن حاربوا الفساد بشكل عام وليس بشكل شخصي إن كنتم حقًا صادقين.
لا تسعوا للدفاع عن التعامل الحزبي في مأرب بإثارة مناطقية شمالية جنوبية، كون ذلك سيثير صراع حزبي مؤتمري إصلاحي.
أنا مؤتمري مع الشرعية أكثر متضرر من حكومة ابن دغر ومهمش من قبلها رغم تضحياتي ونشاطي، ولكن هجومكم على ابن دغر لدافع حزبي سيجعلني أتعصب معه لدافع حزبي، وسيكون تنتم السبب في إثارة صراع حزبي داخل الشرعية،
وبدلًا من أن تثيروا الصراع المناطقي أو الحزبي بأسلوبكم المغلوط وتعصبكم المرفوض، كان الأولى أن تتخلوا عن تعاملكم الحزبي أولًا حتى تستطيعوا انتقاد التعامل المناطقي، وكان يجب أن تعترفوا بأنكم جزء من الفساد كونكم جزءًا من الحكومة ولا تحصروا الفشل على شخص ابن دغر فقط.
الدعوات الصادقة هي من تحارب التعامل السلبي بشقيه المناطقي والحزبي، وهي من تسعى لمحاربة الفساد بطريقة عامة أينما وجد.