في لقاء فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي حفظه الله، مع قيادة محافظة البيضاء في العاصمة المؤقتة عدن، لفت نظري حديث فخامة الرئيس لقيادة محافظة البيضاء مطالبًا لهم استيعاب المغرر بهم، وفتح باب الشرعية لهم، والذين هم في الأساس لم يكن ولاءهم للحوثي وإنما خدعوا وغرر بهم.
كلام الرئيس هذا بعث عدة رسائل، وسلط الضوء على كيفية مشروع الدولة الشرعية، ودلل على التوجه والمسار الإيجابي والأخلاقي والقانوني للشرعية، والتعامل الطيب الذي ستمارسه مع كل أبناء اليمن.
كلام الرئيس هادي هذا، يدل على أن الرجل رجل دولة بالفعل، ويدل أيضًا على حبه لليمنيين، وحرصه على مصالحهم٬ وتسامحه ورحمة قلبه.
المشروع الذي يحمله الرئيس هادي هو مشروع دولة لكل اليمنيين، مشروع يحتوي الكل ويستوعب الجميع، يفتح باب الشراكة الشاملة تحت مظلته، ويجمع الفئات كاملة تحت رعايته.
بعث فخامة الرئيس برسالتين هامتين من خلال حديثه على استيعاب المغرر بهم.
الرسالة الأولى: لأولئك المغرر بهم الذين في صف جماعة الحوثي، يخبرهم أن الشرعية دولة ستأتي لمصلحتهم وخدمتهم، وليس للانتقام منهم ومحاربتهم.
ستأتي الشرعية لتحميهم، وتصون كرامتهم وترعاهم فاتحة لهم باب الرجوع لجادة الصواب، ومنقذة لهم من الحفرة التي وقعوا فيها لدى الانقلاب وجماعته التي تستخدمهم في طريق الهلاك، وتزج بهم لمحارق الموت، وتسلب حقوقهم وكرامتهم من خلال تمييزها العنصري الذي يحتقرهم وينظر إليهم بنظرة دونية.
الرسالة الثانية: لبعض من أنصار الشرعية الذين يريدون أن تكون الدولة الشرعية محصورة في جزء من اليمنيين ومنعزلة عن أجزاء أخرى، حيث إن لديهم مفهومًا خاطئًا يتمثل في أن فتح باب الشرعية للجميع يعتبر إلغاء وإقصاء للواقفين مع الشرعية الأوائل.
لا يا قوم … الرئيس هادي قال استيعاب المغرر بهم، والاستيعاب ليس معناه الإحلال والاستبدال، ليس المعنى أن تأتي بهؤلاء المغرر بهم وتجعلهم مكان السابقين الأوائل؛ لتأييد الشرعية والدفاع عنها.
إنما معناه إشراكهم والعمل على احتوائهم ورعايتهم بجانبهم.
السابقون والمضحون والمناضلون يجب على الدولة الشرعية إكرامهم وإنصافهم، والمغرر بهم يجب على الدولة إرشادهم للصواب واستيعابهم، فهناك وطن للجميع ودولة للجميع، والدولة الناجحة هي التي تجمع الجميع تحت مظلة الدولة ورعايتها، وتطبق قانونًا على الجميع، وتستخدم خيرات الوطن فيما يحقق الخير للجميع.
الدولة الشرعية ليست إقصائية، ولو كانت كذلك لأصبحت تشابه جماعة الحوثي التي تحصر الدولة وخير الوطن على طبقة معينة.
الشرعية لن تأتي لتنتقم من أحد، وإنما ستأتي لتخلص الشعب من الانتقام الحوثي الذي يمارسه ضد الذين معه المغرر بهم كاستخدامهم أدوات يدافعون عنه ويموتون من أجل أن يحيا، وضد الذين ضده أنصار الشرعية الذين شردهم وقاتلهم، واختطفهم، وعذبهم، وطردهم من ديارهم وأهان نساءهم وأطفالهم.
أخيرًا انظروا إلى كيفية نظرة الرئيس هادي لليمنيين، وكيف نظرة جماعة الحوثي لهم.
الرئيس هادي ينظر لمن يقفون مع الحوثي كمغرر بهم ويفتح باب العودة لهم واستيعابهم، وهذا يعتبر من منطلق حب وحرص وتسامح وسلام وتقديم الخير للجميع.
الحوثي ينظر للذين مع الشرعية، على أنهم مرتزقة وخونة ويصفهم بأقبح العبارات، ويتوعدهم بالانتقام ومارس بحق الكثير منهم اسوأ المعاملات من اختطاف ونهب ممتلكات وتفجير منازل، وهذا يعتبر من منطلق حقد وكراهية وإرهاب وانتقام وتقديم الشر للجميع.
أليس هذا الأمر كاف لمعيار المقارنة بين الجانبين واكتشاف من هو الذي يحب اليمن واليمنيين ومن هو الافضل للدولة والشعب؟!