الوثيقة السابعة
وثيقة رقم(5/1ـ65) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19592).
العنوان: الرسالة الواردة من محمد علي باشا.
التاريخ: 25 محرم 1233
العنوان: رسالة من محمد علي باشا عن صلح الرس: 10 ذو الحجة 1232هـ.
الترجمة (قام عاملنا حضرة إبراهيم باشا بتشديد الحصار على المكروهين في داخل القلعة عن طريق بناء برج جديد مواجه لقلعة الرس، وعند ذلك يئس الخوارج المحصورين فيها من نجاتهم فطلبوا الأمان في اليوم العاشر من ذي الحجة الموافق الأول من أيام عيد الأضحى، وكان فيهم قائدهم فأعطيناه الأمان فيما عداه وثلاثة من الملاعين. وقال في كتبه أن تقدم بعد ذلك مدة ست ساعات. ولما كانت القرية التي تدعى خابرة (الخبراء) مقرًا للأشقياء فلقد أرسل إليها مقدارًا من الخيّالة والمشاة ومدفع بيد أنهم لم يتمكنوا من إبداء أية مقاومة فتحرك المشاة إليه من الرس قاصدًا خابرة بعد تسليم القرية المذكورة. وأن عبدالله بن سعود لم يتمكن من الإقامة في مكان يدعى عنيزة٬ أما نائبه هجيلان (حجيلان) فلقد تحصن في قرية بريدة. وقد أفاد المشار إليه أنه قد تحرك للهجوم على المذكور مستعينًا بالله. وقد كتب يطلب أموالًا وعساكر ومهمات ولقد سارعنا لشد أزره وعضده. وتفضلوا بالعلم).
محمد علي 29 محرم 1233هـ.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ الرسالة كتبها محمد علي باشا إلى السلطان العثماني يخبره فيها عن الأوضاع في حصار ابنه إبراهيم باشا لبلدة الرس. في: 29/1/1232هـ.
ـ يفيد بأن ابنه إبراهيم يشدد الحصار على قلعة الرس.
ـ محمد علي باشا يطلق على أهل الرس (المكروهين والخوارج).
ـ عندما وصل إبراهيم باشا إلى بلدة الرس نصب مدافعه الكبيرة ومنها المدفع العملاق (أوبوس) في الجهة الجنوبية بجانب سور الرس الخارجي من الخارج٬ وأخذ جنوده يرمون القذائف داخل البلدة. ولما كان رمي المدفع قويًا فقد وجدوا بأن القذائف تتعدى سور البلدة الشمالي وتنزل خارج البلدة. فأعجزتهم الحيل وأخذوا يبحثون عن حل. ثم قطعوا نخيل البلدة وأحضروها وعمل المهندسون منها منصة تعلو السور ووضعوا المدفع فوقها فصار يعلو السور وصارت القذائف والقنابل تنزل داخل البلدة.
ـ يفيد محمد علي باشا بأن أهل الرس طلبوا الصلح في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى بعدما يئسوا من النجاة فأعطاهم إبراهيم باشا الأمان.
وأقول: إذا كانوا صحيحا بأن أهل الرس طلبوا الأمان فإن ذلك بسبب ما حل بهم من الضيق والضنك بسبب الحرب٬ مع العلم بأنهم لم يصلهم مدد من عبدالله بن سعود الذي يعسكر في عنيزة٬ وإبراهيم باشا وافق على قبول الصلح بالشروط التي أملاها عليه أهل الرس. وأؤكد بأن إبراهيم باشا لم يوافق على قبول الصلح عبثًا وإنما لأن موقفه كان حرجًا بعد أن وجد نفسه متورطًا في حرب لا طائل منها.