بالنسبة للحوثي فهو مواطن يمني له حقوق وعليه واجبات، لكنه أساء للوطن وللمواطن وللجار، واعتدى عليهم، وخان الأمانة بالتواصل مع أعداء البلاد والعباد، وهنا يجب معاقبته بحرمانه من المشاركة في الحياة السياسية، والاقتصادية، والوجاهية مثل المشيخة، وعضوية البرلمان التي كان يتمتع بها والده وأخيه.
ووضعه تحت الرقابة الشديدة، وهذا يتطلب تغيير الوجه السياسي، والاقتصادي في اليمن بشكل جذري.
والبداية الناجحة تكون من الرأس، ثم الجسد بمعنى إلغاء وجود كل من عمل أو تعامل مع علي عبدالله صالح طيلة الأربعين عامًا الماضية؛ حتى من عارضه في نهاية المطاف فهؤلاء متشبعون بالفساد، ونحتفظ بقائمة طويلة من الأسماء عثوا في الأرض ظلمًا وفسادًا.
فاليمن ليست صنعاء وسنحان فقط، فأين سلالة ملوك العرب اليمنيين من حمير وكهلان؟ أين هم من اليمن لم نسمع بهم بعد مقتل سيف بن ذي يزن على يد الفرس؟
والموضوع يحتاج فزعة الخليج والملك سلمان؛ لتغيير اليمن من بلد فقير إلى بلد غني، ومن جهل إلى علم وثقافة.
وإنصاف الناس بإعادة حقوقهم في كل أنحاء اليمن، والضرب بيدٍ من حديد على من اعتدى على ممتلكات الغير بكل الطرق والوسائل، ولا أنسى الاعتداء على ممتلكات أهل الجنوب بعد حرب الانفصال ١٩٩٤، والتي أصبحت ملكًا لكل من ينتمي لعصابة عفاش وأقاربه وعشيرته حتى مباني السفارات التي تمتلكها دولها تم تغيير ملكيتها بحجة أن النظام السابق اشتراكي يحرّم إخراج صكوك للممتلكات مما سهّل مهمة سطوهم عليها.
وأشبّه الحالة في اليمن بمثل القروي الذي تمتلئ ملابسه الداخلية بالقمل والصيبان، فيبقى في حالة هرشان مستمر وبقدر ما يقضي على القمل، تأتي الصيبان بأضعاف مضاعفة، ولاشك أن من يجالس ذلك القروي لابد أن ينتقل إليه القمل، ويصبح بيئة حاضنة أخرى له.
وليس أمامه حل سوى خلع تلك الملابس؛ ليسلم من الهرشان وعليه أن يحرقها أيضًا حتى لاينتشر القمل بين الناس.
ومن يدرس اليمن من جميع الجوانب، يجده غني دينيًا وفكريًا واقتصاديًا ووجاهيًا، فلماذا يحكمه الصعاليك أمثال الحوثي وعفاش، واليمن يزخر بالوجهاء والحكماء والمثقفين.
وهنا أثني على صبر وجلَد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كشرعية منقذة لليمن، سيذكرها التاريخ كثيرًا، وأتمنى عليه بعد القضاء على الحوثي واستتباب الأمور أن يكمل جميله التاريخي بالبحث عن أحد شرفاء اليمن، ممن تتوفر فيه شروط حمل الأمانة، وتسليمه السلطة، فهناك الكثير من الشرفاء من أحفاد حمير وكهلان أبناء سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر (هود)، والبعد عن السلالة الفارسية والتركية المتجذرة في اليمن، وبالذات صنعاء وذمار التي عثت في أرض سام، وسوف يسألهم الله عن ذلك.
فالمثل العربي يقول مايبني الأرض إلا حصاها، وأهل اليمن لابد أن ينطلقوا في بناء يمنهم من حصاها إلى حصى تركيا وإيران، وسوف يجدون إخوانهم في الخليج يدًا ممدودة لمساعدتهم.
وهنا ندعو بالتوفيق لسلمان وإخوانه في الخليج والوطن العربي أن يكملوا المشوار الذي بات قاب قوسين أو أدنى.